تستضيف كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بمدينة العرفان – الرباط، يوم الخميس 4 دجنبر 2025، ندوة وطنية كبرى تحت عنوان: “الوحدة الترابية للمغرب بعيون أكاديمية: قصة نجاحات وآفاق الحل السياسي”، وذلك ابتداء من الساعة الثانية والنصف زوالا بمدرج عبد الرزاق مولاي أرشيد. وتأتي هذه الندوة في إطار الأنشطة العلمية والفكرية التي تنظمها الجامعة بشراكة مع عدد من الهيئات الأكاديمية والثقافية.
تشكل قضية الوحدة الترابية للمملكة محورا مركزيا في النقاش الأكاديمي والسياسي بالمغرب، باعتبارها قضية وطنية ذات أبعاد استراتيجية، تاريخية، سياسية وتنموية. ومن هنا تأتي أهمية تنظيم هذه الندوة التي تسعى إلى مقاربة الملف من زاوية علمية تعتمد التحليل الأكاديمي، واستحضار المستجدات الميدانية والدبلوماسية التي كرست التقدم المغربي في هذا الملف خلال السنوات الأخيرة.
فالاعلان عن الندوة الوطنية يعتبر من مشاريع تنموية، وبنيات تحتية، ومنشآت اقتصادية، وحركية اجتماعية تعكس دينامية النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي أصبح اليوم شهادة حية على الحكامة الجيدة، والاستثمار المندمج، وتثمين الموارد المحلية، بما يعزز حجية المغرب في تقديم حل سياسي واقعي ومستدام قائم على الحكم الذاتي.
ستركز الندوة على مجموعة من المحاور العلمية، أهمها:
1. قراءة أكاديمية في مسار قضية الصحراء المغربية
عبر دراسة الخلفيات التاريخية والشرعية القانونية التي تؤطر الموقف المغربي.
2. النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية كنموذج واقعي رائد
مع إبراز المشاريع الكبرى التي أحدثت تحولا اقتصاديا، اجتماعيا ومؤسساتيا في المنطقة.
3. الدبلوماسية المغربية وتغير موازين القوى الإفريقية والدولية وذلك من خلال تحليل التوسع الدبلوماسي للمملكة، وفتح القنصليات بمدينتي العيون والداخلة، وترسيخ الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
4. آفاق الحل السياسي المبني على الحكم الذاتي
باعتباره مقترحا جديا وواقعيا وذي مصداقية، يحظى بتأييد دولي متزايد، ويمثل الإطار العملي لتسوية هذا النزاع المفتعل.
تسعى هذه الندوة إلى تعميق الحوار بين الباحثين والخبراء والطلبة حول إحدى أهم القضايا الوطنية، بهدف تعزيز الوعي الأكاديمي وتسليح الأجيال الصاعدة بالمعرفة القائمة على التحليل الموضوعي والبحث العلمي. كما تمثل مناسبة لإبراز الدور الحيوي للجامعة المغربية في تنوير الرأي العام وإغناء النقاش الوطني بقضايا مصيرية.
إن الجمع بين البعد الأكاديمي والتحليل الجيوسياسي يجعل من هذه الندوة حدثا علميا نوعيا، يساهم في تثمين المكتسبات الوطنية والتعريف بالجهود التنموية والدبلوماسية التي تقودها المملكة.
تأتي هذه الندوة الوطنية كفضاء للتفكير الجماعي حول قصة نجاحات المغرب في تثبيت وحدته الترابية، وفتح النقاش حول آفاق الحل السياسي القائم على مقترح الحكم الذاتي. كما تبرز الصورة الإيجابية للنموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية، الذي أصبح اليوم شاهدا على مغربية الأرض والإنسان.
وبهذا تؤكد الجامعة المغربية مرة أخرى دورها في الدفاع العلمي عن القضايا الوطنية، وتعزيز الوعي التاريخي والسياسي لدى الطلبة والباحثين، بما يرسخ انتماء وطنيا مبنيا على المعرفة، التحليل، والنقاش الرصين.
مصطفى توفيق
30 نونبر 2025
