نظمت شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2026/2025 تحت عنوان:
"زمن السوسيولوجيا في المغرب: التغير الاجتماعي والتحول الرقمي، والأدوار الراهنة للباحثين"، وألقاه الأستاذ الدكتور عبد اللطيف كداي، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وذلك صباح يوم الجمعة 5 دجنبر 2025 بقاعة 46.
وخلال هذا اللقاء العلمي، ألقى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل الدكتور يوسف العلمي كلمة ترحيبية عبر فيها عن اعتزازه بتنظيم هذا الدرس الافتتاحي الذي يعد محطة أكاديمية سنوية تجسد روح البحث العلمي داخل المؤسسة. وأكد العميد أن الجامعة مطالبة اليوم بمواكبة سرعة التغيرات التي يعيشها المجتمع المغربي، خصوصا المرتبطة بالرقمنة، مشيرا إلى أن السوسيولوجيا تظل أداة أساسية لفهم هذه التحولات وتوجيه السياسات الاجتماعية. كما أثنى على حضور الدكتور عبد اللطيف كداي، معتبرا مشاركته قيمة مضافة ونموذجا يحتذى به للباحثين والطلبة.
استهل الدكتور كداي الدرس الافتتاحي بالتأكيد على أنّ السوسيولوجيا في المغرب تعيش اليوم لحظة مفصلية بفعل الديناميات الاجتماعية الجديدة التي فرضها التحول الرقمي، موضحا أن الباحث مطالب أكثر من أي وقت مضى بفهم تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على البنيات الاجتماعية وأنماط العيش والتواصل. كما توقف عند مجموعة من الإشكالات الراهنة المرتبطة بالتحولات القيمية، وانتشار الفضاء الرقمي، وظهور فئات اجتماعية جديدة أصبحت تستدعي فهما سوسيولوجيا معمقا. ودعا الباحثين الشباب إلى تطوير أدواتهم المنهجية والانخراط في دراسة هذه التحولات بشكل علمي ومسؤول.
فقد نوه الدكتور عبد الرحمان الزكريتي بالجهود المشتركة بين شعبة علم الاجتماع والطلبة، معتبرا أن الدروس الافتتاحية مجال خصب لتعزيز التفكير النقدي واستحضار قضايا المجتمع الراهنة داخل الجامعة.
بدوره، أكد الدكتور محمد حيتومي على أهمية البحث السوسيولوجي في تحليل المجتمع المغربي وتحولاته، مشيرا إلى أن حضور شخصية أكاديمية وازنة مثل الدكتور كدّاي يتيح للطلبة فرصة ثمينة للتفاعل مع خبرات راسخة في مجال التحليل السوسيولوجي.
أما الدكتورة كريمة الطيبي الوزاني، التي تولت تسيير الدرس الافتتاحي، فقد رحبت بالحضور على مشاركتهم الفعالة، كما شكرت الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال على تغطيته المتميزة لهذا الحدث العلمي، مؤكدة أهمية استمرار التعاون بين الجامعة ومختلف مكونات المجتمع المدني والإعلامي
وأكدت على قيمة اختيار موضوع الدرس، لما يتمتع به من راهنية وأهمية قصوى في فهم التحولات الاجتماعية والرقمية. كما شكرت المحاضر والطلبة والأساتذة، منوهة بالروح العالية التي أبانت عنها اللجنة التنظيمية.
وفي ختام اللقاء، منحت الدكتورة الوزاني الكلمة للحضور لطرح الأسئلة، حيث تفاعل الطلبة والباحثون مع الدكتور كداي من خلال تساؤلات عميقة ركزت على دور السوسيولوجيا في فهم التغيرات الرقمية والاجتماعية. وبعد النقاش، تم التقاط صور تذكارية جماعية جمعت المحاضر والأساتذة والطلبة في جو أكاديمي مفعم بالحيوية.
ان دعم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي الدكتور يوسف العلمي لهذه المبادرات يعكس رؤيته المنفتحة ورغبته في توفير فضاءات للنقاش الأكاديمي البناء، مما يخلق جسورا حقيقية بين الطلبة والأساتذة والباحثين، ويثري المشهد العلمي داخل الجامعة.
5 دجنبر 2025








