وضع يونغ في هذا الكتاب ما لم يدونه في جميع المؤلفات العلمية المنشورة ويعد الكتاب بشكل غير صريح من كتب علم النفس التي تحمل طابعا أدبيا ويعد موجها بشكل خاص الى من يحبون التعمق في الحياة وفي التوثيق الأدبي بشكل خاص.
نتج الكتاب عن مواجهة يونغ لحالة تسمى مواجهة اللاوعي وقد اصيب بهذه الحالة في سن الثامنة والثلاثين تقريبا حيث كان يرى ويسمع أصواتا غير طبيعية وكان يونغ يسجل كل ما يراه ويسمعه ويلاحظه في الكتاب الأحمر وامتد ذلك إلى ستة عشر عاما.
يقسم الكتاب من حيث المحتوى الى ثلاثة كتب لكل كتاب منها فصول عدة وجاء فيها وصف الروح والاشارة الى روح الأعماق والزمن، وقد تم ذكر الروح في الكتاب الأحمر مرة بصيغة المذكر ومرة بصيغة المؤنث لأنها حسب يونغ تحتوي على ذات الخصائص التي يفتقدها الموقف الواعي للمرء.
ورد في الكتاب الاحمر ان للرجل روحا مؤنثة وهي قرينة الرجل وأن للمراة روحا مذكرة هي قرين المرأة.
يتناول يونغ في الكتاب مسالة العمق الروحاني على انها الصلة الوثيقة للكاتب والمفكر والاديب جريء الخيالات ويغوص بروحه فيما اسماها الفيضانات التي كان يسمع زمجرتها حوله والتي جعلته يندفع الى الظلمة كالسهم.
كان يونغ عميقا في دراسته لنفسه من خلال الكتاب وقد استطاع من خلال ما دونه في الكتاب أو يراقب ويرى ويخلق الطريق الخاصة بذاته وأن يكتشف أن الحياة قائمة على التناقضات في الاشخاص والمواقف وأن الإنسان عليه ألا يقبل السواد والشر والموت بل عليه أن يتعامل مع كل ذلك كما يتعامل مع الحياة والخير والبياض
المصدر: موسوعة المعرفة الشاملة