في إطار مسار تطوير البنية الرقمية والإعلامية لمؤسسات التعليم العالي بالمغرب، شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لـ جامعة عبد المالك السعدي تحديثا ملحوظا لموقعها الرسمي، ما يستحق الوقوف عنده وتحليله في هذه المقالة من عدة جوانب: الخلفية، دوافع تحديث الموقع، الأثر المحتمل لهذا التحديث وأبرز التحسينات..
الخلفية
تقع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل ضمن منظومة جامعة عبد المالك السعدي التي تسعى إلى إعطاء دفعة نوعية للتكوين والبحث العلمي، في سياق إصلاح التعليم العالي وتحسين التواصل الرقمي للمؤسسات الجامعية. على سبيل المثال، أشرنا إلى زيارة رئيس جامعة عبد المالك السعدي فضيلة الدكتور بوشتى المومني للكلية بتاريخ 9 شتنبر 2025، حيث أكد على «الوقوف على جاهزية البنيات التحتية والإدارية والبيداغوجية» . هذا السياق يعكس رغبة المؤسسة الجامعية في الارتقاء بالغلاف المؤسسي – الإلكتروني منه والفعلي – للكلية.
كما يلاحظ أن الكلية نفسها تخدم طلبة وشعبا متعددة، وتحتاج إلى منصة رقمية تسهل التواصل، التسجيل، متابعة الأخبار، البحوث، وعرض المستجدات، وهو ما يجعل تحديث الموقع أمرا مهما لحشد هذه الأهداف.
دوافع تحديث الموقع الرسمي
من خلال مراجعة المصادر، يمكن استنتاج عدة دوافع رئيسة دفعت نحو تحديث الموقع، منها:
1. زيادة الانفتاح والتواصل: في زمن الرقمنة، أصبح الموقع الرسمي «واجهة» أساسية لأي مؤسسة تعليمية — تسمح للطلبة، الأساتذة، الباحثين، الشركاء المحليين والدوليين، الاطلاع بسهولة على البرامج والتكوينات والمناسبات.
2. تحسين تجربة المستخدم والطلبة: الطلبة الجدد يواجهون عملية التسجيل، المسارات، التهيئة… واجهة رقمية محسّنة تساعد على تسهيل هذه العمليات، كما يظهر في وثائق الكلية التي تخصص مواعيد التسجيل والتهيئة عبر الموقع.
3. دعم البحث العلمي وتعزيز الصورة المؤسسية: جاء في وثيقة أن الكلية تسعى إلى رفع جودة المنتوج العلمي، تعزيز الشراكات، وتحسين تصنيف الجامعة، ما يتطلب منصة رقمية قوية تعرض المشاريع، المجلات، البحوث، وغيرها.
4. ملاءمة مع الإصلاح الوطني للتعليم العالي: تحديث الموقع يأتي ضمن دينامية أكبر للإصلاح والرقمنة، ومن خلال الكلية بتطوان مثلا، تم إطلاق مسالك جديدة وتوسعة العرض البيداغوجي.
5. الهوية الرقمية والشفافية: وجود موقع إلكتروني حديث يعزز من الشفافية ويقوّي الهوية الرقمية للمؤسسة أمام المجتمع المحلي، الطلبة المقبلين، المؤسسات الشريكة.
أبرز ما تم تحديثه أو تحسينه في الموقع
وعند النظر إلى ما هو متاح من محتوى إلكتروني للكلية أو الجامعة، يمكن تحديد بعض المحاور التي تم التركيز عليها في التحديث:
واجهة محدثة تعرض "الرئيسة" "الكلية" "كلمة السيد العميد" "الشعب" "تكوينات" "البحث العلمي والتعاون" "اعلانات" "فضاء الطالب" "اتصل بنا" بأشكال ملائمة، مع بيانات الإتصال والخدمات. مثلا وثيقة «طلب تحويل التسجيل» تحمل شعار الكلية والمعلومات الخاصة بالكلية.
نشر مواعيد التسجيل، مسارات التكوين، روابط التحميل لملفات التسجيل أو طلب التحويل، ما يسهل على الطلبة الجدد معرفة ما يجب عليهم فعله. .
الأثر المحتمل لهذا التحديث
تتوقع الكلية من هذا التحديث أن يحقق عددا من الأهداف، من بينها:
تسهيل ولوج المعلومات: الطلبة المقبلون – خاصة من منطقة مرتيل أو حتى خارجها – سيجدون في الموقع المعلومات الأساسية حول التكوين، التسجيل، المسارات، ما يقلل من الحيرة ويعزّز انخراطهم.
رفع مستوى التواصل والتفاعل: من خلال الموقع يمكن للكلية الإعلان عن الأنشطة، المؤتمرات، الأيام الدراسية، الشراكات، مما يعزز الحضور الإعلامي للمؤسسة.
تحسين الصورة المؤسسية: منصة رقمية متقدمة تعطي انطباعا إيجابيا عن الكلية بأنها مواكبة للمعايير الحديثة، ما يساعد على جذب الطلبة، الأساتذة، الشركاء.
دعم البحث العلمي والشراكات: عرض مشروع المجلة، الشراكات، الأبحاث يساعد على إبراز مكانة الكلية في البيئة الأكاديمية، ويشجّع الباحثين على الانخراط.
في الختام، يمكن القول إن تحديث الموقع الرسمي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل يمثل خطوة مهمة نحو مواكبة التحولات الرقمية في التعليم العالي، نحو رفع مستوى التواصل، الانفتاح، جودة الخدمات، والبحث العلمي. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد ليس فقط على إطلاق المنصة على الإنترنت، بل على كيفية إدارتها واستثمارها مستقبلا. إنّ الكلية مدعوة إلى جعل هذا الموقع منصة حيوية، تفاعلية، محدثة باستمرار، ومتكاملة مع باقي الخدمات الرقمية الجامعية، لتكون حقا نافذة للطلبة، الباحثين، والشركاء.
الموقع متوفر من خلال الرابط flsht.ac.ma والذي يمثل البوابة الرقمية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية مرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي.
ويمكن الولوج إلى الموقع الرسمي للكلية عبر الرابط التالي:
المصطفى توفيق
22 أكتوبر 2025
