افتتاحية يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025

 



الارتقاء من إجازة التميز إلى ماستر التميز: استمرارية ضرورية للريادة الأكاديمية. بقلم المصطفى توفيق 



إن فتح مركز التميز الجامعي لمسلك إجازة التميز يشكل خطوة نوعية في مسار تجويد التعليم العالي وتعزيز ثقافة التميز الأكاديمي. غير أن هذا المسار لا ينبغي أن يتوقف عند حدود الإجازة، بل يستوجب استمرارية مؤسسة عبر إحداث ماستر التميز في نفس التخصص، ضمانا لتكامل التكوين وتطوير الكفاءات البحثية للطلبة المتميزين.


فالغاية من التميز ليست مجرد تتويج مرحلة دراسية بشهادة، بل هي بناء مسار أكاديمي متكامل يواكب الطالب المتميز من مرحلة الإجازة إلى الماستر، ثم إلى البحث في الدكتوراه. ومن غير المنطقي أن ننشئ جيلا من الطلبة المتميزين دون أن نتيح لهم فرصة مواصلة تكوينهم في نفس البيئة العلمية التي احتضنت بداياتهم.


إن ماستر التميز هو الامتداد الطبيعي لإجازة التميز، يضمن استمرارية الجودة، ويرسخ فلسفة التفوق العلمي داخل الجامعة المغربية. فالتنمية الأكاديمية الحقيقية لا تقاس بعدد البرامج المفتوحة، بل بمدى قدرتها على صناعة النخبة القادرة على التفكير والإبداع والابتكار في خدمة المجتمع.


وفي اعتقادي، فإن فتح “إجازة التميز” دون “ماستر التميز” و“دكتوراه التميز” يشبه غرس شجرة دون سقيها بعد أن تثمر. فالتكامل بين هذه المراحل هو ما يصنع فعلا التميز الحقيقي، لا في الشهادات فحسب، بل في بناء أجيال علمية قادرة على العطاء، والإبداع، والبحث، والابتكار.