يشهد عدد من الطلبة الراغبين في الالتحاق بمسارات ماستر التميز للموسم الجامعي 2025-2026 حالة من الترقب، بسبب تأخر بعض مراكز التميز في الإعلان عن النتائج النهائية المتعلقة بإجازة التميز. ويعود هذا التأخير غالبا إلى إجراءات تنظيمية وإدارية مرتبطة بـ الاعتماد الأكاديمي والتنسيق المؤسسي.
فعدد من هذه المراكز لا يمكنه الكشف عن اللوائح النهائية للطلبة المقبولين قبل مصادقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أو المديرية الجهوية للتعليم العالي، وذلك حرصا على التأكد من الجاهزية القانونية والبيداغوجية للمسارات المعتمدة، خصوصا تلك التي تشكل قاعدة أساسية لمسار ماستر التميز في التخصص ذاته.
في هذا السياق، يمكن القول إن تأخر الإعلان عن نتائج إجازة التميز يرتبط في كثير من الحالات بالاعتماد الخاص بماستر التميز في نفس المجال، وذلك لأسباب متعددة، أبرزها:
1. الترابط بين الإجازة والماستر في نظام التميز
تمثل إجازة التميز المرحلة التمهيدية لمسار أكاديمي متكامل يمتد إلى ماستر التميز. ولهذا، لا يمكن لبعض المراكز الإعلان عن النتائج أو بدء التسجيل النهائي قبل التأكد من الاعتماد الرسمي للماستر الذي سيواصل فيه الطلبة دراستهم.
2. الموافقة الوزارية شرط أساسي
وزارة التعليم العالي والمديريات الجهوية مطالبتان بالتحقق من أن المسار الأكاديمي (إجازة التميز + ماستر التميز) حاصل على اعتماد بيداغوجي ومؤسسي متكامل قبل الشروع في التنفيذ الفعلي للبرنامج.
3. التنسيق بين المراكز والوزارة
مراكز التميز تحدث ضمن مشروع وطني موحد، ما يستدعي مصادقة رسمية على الاعتمادات واللوائح لكل دفعة جديدة، لضمان توحيد المعايير بين الجامعات المغربية.
4. تأجيل الإعلان لتفادي الإشكالات القانونية
الإعلان عن النتائج قبل صدور الاعتماد النهائي قد يدخل المؤسسة في إشكالات قانونية أو تنظيمية، خاصة إذا لم يكن المسار جاهزا للاستكمال من الناحية البيداغوجية أو الإدارية.
انطلاقا من ذلك، يمكن القول إن التأخير في بعض الحالات مرتبط مباشرة بالاعتماد النهائي لماستر التميز، ولا يعد مؤشرا على خلل أو ارتباك، بل هو إجراء احترازي يهدف إلى ضمان الشفافية والجودة الأكاديمية، وتكامل المسارات التعليمية بين مرحلتي الإجازة والماستر.
إن هذا الحرص من قبل المؤسسات الجامعية يعكس التزامها بترسيخ ثقافة التميز والمسؤولية الأكاديمية، وتوحيد الرؤية بين مختلف مراكز التميز على الصعيد الوطني، بما يضمن للطلبة تكوينا عالي الجودة ومسارا أكاديميا واضح المعالم ومستوفيا لكل الشروط القانونية والبيداغوجية.
وفي هذا الإطار، اعتقد أن التأني في إعلان نتائج إجازة التميز يعكس نضجا مؤسساتيا ورغبة حقيقية في ترسيخ الشفافية والالتزام الأكاديمي.
فالتسرع في مثل هذه القرارات قد يربك المسار الجامعي للطلبة، بينما يضمن التريث والتدقيق جودة التكوين و مصداقية الإصلاحات التي يشهدها قطاع التعليم العالي بالمغرب.
12 أكتوبر 2025