الدكتورة حكيمة الحجار تبرز في مؤتمر التصوف الخامس: البعد الروحي أساس متكامل للصحة النفسية

 

مشاركة الدكتورة حكيمة الحجار في فعاليات المؤتمر الخامس للتصوف 



شاركت الدكتورة حكيمة الحجار، أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية – جامعة الحسن الثاني، في فعاليات المؤتمر الخامس للتصوف، حيث قدمت مداخلة علمية قيّمة تناولت فيها العلاقة العميقة بين الممارسات الروحية والصحة النفسية، مستندة إلى أحدث الدراسات العلمية وأبرز المرجعيات العالمية.


استهلت الدكتورة الحجار عرضها بالتذكير بتأكيد منظمة الصحة العالمية منذ عام 1984 على أن الصحة النفسية لا تكتمل إلا بإدماج البعد الروحي إلى جانب الجسدي والنفسي والاجتماعي والمعرفي، خاصة في المجتمعات ذات المعتقدات الدينية. وأوضحت أن الممارسات الروحية مثل الذكر، الشكر، المراقبة (أو التأمل الصوفي)، الصلاة، التزكية، وحتى الدوران الصوفي، تلعب دورا مؤثرا في تعزيز المرونة النفسية، ورفع مستوى الرفاه النفسي، والوقاية من اضطرابات القلق والاكتئاب.


وأشارت إلى أن الدراسات الغربية الحديثة، بما فيها أبحاث في جامعات مرموقة، بدأت تتعمق في دراسة التصوف كمنهج علاجي، وأظهرت فعاليته على المدى الطويل، خاصة في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب وقد قدمت مقارنة بين منهج التزكية القائم على التخلية(التخلص من الصفات السلبية كالجسد والبخل والغضب .....) و التحلية (التحلية بالصفات الإيجابية بالصبر والحب و الرضا والحلم ...) والعلاج النفسي المعرفي السلوكي الذي يقوم على تغيير الأفكار السلبية وتعويضها بافكار إيجابية  كما قدمت مقارنة بين اليقظة الذهنية معالج معتمد في العلاج النفسي و بين المراقبة "التأمل الصوفي" وذلك من خلال مراجعة الدراسات السابقة التي ابانت عن فعالية المراقبة بشكل كبير وافضل من اليقظة الذهنية في العينات التي تؤمن بالمعتقدات الدينية  

 الصحة النفسية العامة. وفي هذا السياق، استشهدت بمراجعة منهجية حديثة من جامعة UCL (Cetinkaya & Billings, 2024)التي اجراتها طبيبتان نفسيتان من كلية الطب ببريطانيا  تناولت أثر الروحانية الصوفية الإسلامية على الصحة النفسية، مؤكدة أن نتائجها تدعم بقوة جدوى هذه الممارسات في العلاج النفسي.


كما شددت الدكتورة الحجار على أن المغرب، بتراثه الصوفي العريق، يمتلك أدوات علاجية متجذرة في ثقافته، كالذكر والتزكية والتأمل، قد تكون أكثر ملاءمة وفعالية من بعض الممارسات المستوردة من التراث البوذي مثل اليوغا أو اليقظة الذهنية، إذ تنسجم هذه الأدوات مع الهوية الروحية للمجتمع المغربي والعربي الإسلامي.


واختتمت مداخلتها بدعوة الباحثين والأكاديميين إلى تعزيز الدراسات التطبيقية الميدانية التي تقارن بشكل منهجي بين الممارسات الروحية الصوفية والأساليب العلاجية الحديثة، في أفق تأسيس نموذج علاجي متكامل يجمع بين العلم والتراث الروحي.


بهذه المساهمة العلمية الرصينة، أكدت الدكتورة حكيمة الحجار على ضرورة إعادة الاعتبار للبعد الروحي في المقاربات النفسية، وإبراز دور التصوف كجسر بين التراث الأصيل ومتطلبات البحث العلمي المعاصر.





.