الملتقى الدولي الثالث للفلسفة السياسية: الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخطاب الفلسفي المعاصر

 



تستعد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية (جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء) لاحتضان فعاليات الملتقى الدولي الثالث للفلسفة السياسية، وذلك يومي 27 و28 نوفمبر 2025 بمدرج فاطمة الفهرية. ويأتي هذا الحدث الأكاديمي المهم بتنظيم مشترك بين مجموعة من المراكز والجمعيات المتخصصة في البحث الفلسفي والفكري، من بينها مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية والاجتماعية – وجدة، وجمعية ملتقى الطالب الذي يواصل تشجيع الحوار العلمي والفكري داخل الجامعة المغربية.


محور الملتقى: الديمقراطية وحقوق الإنسان


يعالج الملتقى محورا بالغ الأهمية، يتمثل في الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخطاب الفلسفي المعاصر، وهو موضوع يتقاطع مع أسئلة جوهرية حول الكرامة الإنسانية، السلطة، العدالة الاجتماعية، والمجتمعات الحديثة. ويأتي الاهتمام بهذا المحور في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم، حيث أصبحت قضايا الحقوق والحريات جزءا لا يتجزأ من النقاش العمومي والسياسي عالميا.


الفلسفة والسياسة: جدل دائم وحوار متجدد


تكتسي الفلسفة السياسية أهمية خاصة في تحليل المفاهيم الكبرى التي تنظّم حياة الإنسان داخل المجتمع. فمنذ العصور القديمة، كما يظهر في أعمال فلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو، كان التفكير السياسي مرتبطا ارتباطا وثيقا بالسعي نحو العيش المشترك القائم على العدل والمعرفة.


أهداف الملتقى


يرمي المنظمون، من خلال هذا اللقاء العلمي، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من أبرزها:


تعميق النقاش حول قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في الفكر الفلسفي الراهن.


إبراز دور الفلسفة في فهم التحولات السياسية المعاصرة.


تشجيع الطلبة على الانخراط في البحث الفلسفي والنقاش العلمي البنّاء.


مواكبة المستجدات المتعلقة بالحريات الفردية والجماعية داخل المجتمعات الحديثة.



أهمية الملتقى بالنسبة للجامعة والمجتمع


لا يقتصر هذا الملتقى على البعد الأكاديمي فقط، بل يعد أيضا فضاء لتعزيز قيم الحوار والتفكير النقدي داخل الجامعة المغربية. كما يسهم في نشر الوعي بأهمية الحقوق والحريات، وفي ترسيخ ثقافة ديمقراطية قائمة على احترام الإنسان وصون كرامته.


ونظرا لكون قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية تطرح اليوم بإلحاح في الفضاء العمومي، فإن هذا الحدث يشكّل فرصة حقيقية لتغذية النقاش الوطني بقراءات علمية رصينة ومقاربات فلسفية عميقة.


في الختام، يمثّل الملتقى الدولي الثالث للفلسفة السياسية محطة فكرية نوعية تجمع بين العمق الفلسفي والراهن السياسي، وتفتح الباب أمام الباحثين والأساتذة والطلبة لتقديم إسهاماتهم حول واحدة من أكثر القضايا تأثيرا في مسار المجتمعات المعاصرة: كيف نفهم الديمقراطية وحقوق الإنسان اليوم؟

إن هذا الملتقى، بما يحمله من ثراء فكري وتنوع أكاديمي، يعكس الدور الحيوي للجامعة في إنتاج المعرفة ونشر الوعي وبناء مستقبل قائم على الحرية والكرامة والعدالة.

وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نتقدّم بخالص الشكر والامتنان إلى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، الدكتور عبد الحميد بن الفاروق، وإلى الدكتور عبد الجبار حمومي، على دعمهما المتواصل وتشجيعهما الدائم لتنظيم مثل هذه اللقاءات والندوات العلمية داخل رحاب الكلية. فبفضل رؤيتهما الأكاديمية وانفتاحهما على المبادرات الفكرية، تستمر المؤسسة في ترسيخ مكانتها كفضاء للبحث الرصين والحوار البنّاء، وتسهم بقوة في تنشيط الحياة الجامعية وتعزيز حضور التفكير الفلسفي داخل الجامعة المغربية.

المصطفى توفيق  

24 نونبر 2025