قصة قصيرة بقلم مصطفى توفيق: تحطيم الحواجز...قصة حسن وتغلبه على فوبيا المرتفعات

 






في إحدى القرى الجميلة التي تبعد حوالي ستين كيلومترا جنوب مدينة مراكش، والتي تحيط بها جبال الأطلس، حيث موقعها الجغرافي يجعلها نقطة انطلاق مثالية للرحلات والمغامرات في جبال الأطلس، كان هناك شاب وسيم يدعى حسن، يعيش مع عائلته هناك في إمليل. كان يعاني. من فوبيا الارتفاع . وكان كلما حاول الوقوف على مكان مرتفع شعر بدوار وخوف شديد يسيطر عليه. ولم يتمكن حسن من التغلب على هذا الخوف حتى بعد عدة محاولات للتغلب عليه


في يوم من الأيام، دعا أصدقاء حسن لرحلة تسلق في الجبال. رفض هذا الأخير  الانضمام مرة أخرى بسبب فوبياه. لكن صديقه المقرب، مصطفى، أصر على مساعدته في التغلب على هذا الخوف


قاد مصطفى حسن إلى تلة صغيرة في أطراف القرية، وبدأوا معا في تدريبات بسيطة لتحسين ثقة حسن وتجاوز فوبيا الارتفاع. بدأوا بالوقوف على مكان مرتفع قليلا، ثم زادوا التحدي تدريجيا حتى استطاع حسن تجاوز خوفه والوقوف بثبات


مع مرور الوقت وتكرار التمرينات، استطاع تحقيق تقدم كبير في التغلب على فوبياه. وفي يومٍ من الأيام، شارك حسن وأصدقاؤه في رحلة تسلق حقيقية. وبفضل دعم أصدقائه وإصراره الشديد، تجاوز حسن فوبيا الارتفاع واستمتع بالمناظر الرائعة من القمة


ومنذ ذلك اليوم، تغلب  تماما على فوبيا و رهاب المرتفعات. أصبح قادرا على الاستمتاع بالتسلق والاستكشاف في الجبال بثقة وسعادة


عاد إلى القرية كبطل، وبدأ يلهم الآخرين الذين يعانون من الفوبيا بقصته الشجاعة. بدأ ينظم دورات لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون مخاوفهم، وأصبح نموذجا للإلهام للجميع


تعلم الجميع من حسن أنه لا يوجد شيء مستحيل، وأنه مع الإرادة والدعم الصحيح يمكن تحقيق أي شيء. وبفضل عزيمته وإصراره، تحولت فوبياه إلى قوة تحفيزية، وعاش  حياة مليئة بالمغامرات والإنجازات


في البداية، لم يلجأ حسن إلى المعالج النفسي، بل اعتمد على دعم أصدقائه، خاصة صديقه مصطفى، ومحاولاتهم الشخصية لمساعدته في التغلب على فوبياه. ومع تقدمه في التدريبات والتحسن الذي بدأ يلاحظه، لم يحتاج في النهاية إلى مساعدة مهنية أو مقابلات اكلينيكية 


لكن بالطبع، في الحالات التي يكون التأثير النفسي كبيرا جدا، قد يكون من النافع اللجوء إلى المعالج النفسي للحصول على المساعدة والتوجيه المهني


عندما بدأ حسن في التدريب على تجاوز فوبياه، كانت الدرجة الأولى من الفوبيا واضحة، حيث كانت تتمثل في تجنب أي مكان مرتفع تماما. كانت لديه ردود فعل قوية من الهلع والدوار عندما حاول الوقوف على أي مكان مرتفع حتى بسيط


بتقدم الزمن وتكرار التدريبات، تحسنت حالته وبدأ يتغلب على درجات الفوبيا تدريجيا. في البداية، استطاع أن يتحكم في ردود فعله على مكان مرتفع طفيف، ولكن ما زال يشعر بالقلق والتوتر


مع مزيد من التمارين والدعم، تجاوز الدرجة الثانية من الفوبيا، حيث بدأ يستطيع الوقوف على أماكن مرتفعة بثبات أكبر، لكنه ما زال يشعر بالقلق والخوف


وأخيرا، بعد مواصلة التدريبات والتحديات، تجاوز  الدرجة الثالثة من الفوبيا، حيث استطاع التغلب على الردود الفعل السلبية تماما والاستمتاع بالمكان المرتفع دون أي شعور بالخوف أو القلق


هكذا، تمكن حسن من التغلب على درجات الفوبيا بتدريج وصبر ودعم، وأصبح قادرا على الاستمتاع بحياة خالية من القيود التي فرضها عليه الخوف والفوبيا


*****


مغزى هذه القصة يتمثل في القوة العظيمة للإرادة الصلبة والدعم الاجتماعي في التغلب على المخاوف والفوبيا. من خلال قصة حسن، نرى كيف أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تساعد في تحقيق أي هدف، حتى في مواجهة أكبر المخاوف


هذه القصة القصيرة تبرز أيضا أهمية الدعم الاجتماعي والصداقة في مساعدة الأشخاص على التغلب على تحدياتهم. مصطفى، صديق حسن، لعب دورا مهما في دعمه ومساعدته على التغلب على فوبياه، مما يظهر أهمية الدعم الإيجابي من الآخرين في تحقيق النجاح


بالإضافة إلى ذلك، تعكس القصة فكرة أن التحديات يمكن تجاوزها بالتدريب والصبر والتفاني. حسن رفض الاستسلام لفوبياه واستمر في التدريب حتى استطاع تحقيق التغلب على مخاوفه وتحقيق النجاح


مغزى القصة يعبر أيضا عن قوة الإرادة والصداقة والتفاني في التغلب على المخاوف والصعوبات، وكيف يمكن للإنسان تحقيق النجاح والتطور الشخصي و التفاعل الاجتماعي الإيجابي من خلال التحديات التي يواجهها في الحياة اليومية