شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، يوم السبت 24 ماي 2025، حدثا ثقافيا مميزا تمثل في تنظيم حفل توقيع كتاب "قصص من أعماق النفس: نافذة على الاضطرابات النفسية والعقلية"، لمؤلفه المصطفى توفيق. وقد عرف هذا الحفل حضور شخصيات أكاديمية مرموقة، إلى جانب باحثين وطلبة مهتمين بعلم النفس والعلوم الإنسانية.
افتتح الحفل عميد الكلية، فضيلة الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي، بكلمة رحب فيها بالحضور الكريم، مشيدا بأهمية مثل هذه المبادرات الثقافية التي تجمع بين الإبداع العلمي والتواصل المعرفي. كما هنأ الدكتور الوزاني مؤلف الكتاب على هذا الإنجاز الذي يفتح نافذة عميقة على قضايا الصحة النفسية والعقلية، كما نوه بدور الطالبة الباحثة إيمان خزالي التي أشرفت على تسيير فقرات الحفل بكفاءة واقتدار.
وقد عرف الحفل مشاركة الدكتور عبد الحي الكمري، الأخصائي في جراحة الدماغ والعمود الفقري بمدينة الدار البيضاء، الذي قدم كلمة نوه فيها بأهمية الربط بين العلوم العصبية والصحة النفسية، والدكتور عبد الرحيم تمحري، أستاذ التعليم العالي في علم النفس والتربية بجامعة عبد المالك السعدي، الذي شارك بمداخلة علمية سلط فيها الضوء على أهمية الكتاب من الناحية السيكولوجية والتربوية.
كما ألقى الدكتور المعتصم الشارف، نائب العميد، كلمة مؤثرة عبر فيها عن سعادته بتنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية والثقافية، مؤكدا أنها تسهم في ترسيخ ثقافة البحث والنقاش العلمي بالجامعة، ومهنئا بدوره المؤلف على صدور هذا العمل الذي اعتبره "مولودا معرفيا جديدا" يثري الساحة الأكاديمية.
ولم تغب عن الحفل الإشارة إلى الدور الكبير الذي قامت به اللجنة التنظيمية، والتي عملت بكل تفان في إعداد الفضاء وتأثيثه بملصقات خاصة بالكتاب، وكذا إعداد لائحة الحضور وشواهد المشاركة، مما ساهم في إنجاح الحفل من جميع النواحي.
وقد تميز الحفل بحضور مكثف للطلبة الباحثين والدكاترة والأساتذة، في أجواء طبعتها الألفة والرغبة في تبادل الأفكار والخبرات حول قضايا الصحة النفسية والكتابة السردية في هذا المجال الحساس. واعتبر هذا اللقاء نموذجا ناجحا للجمع بين البعد الأكاديمي والبعد الإنساني، في سبيل خدمة المعرفة وتثمين جهود الباحثين الشباب.
ويأتي كتاب "قصص من أعماق النفس" ليساهم في إذكاء الوعي المجتمعي حول الاضطرابات النفسية والعقلية، من خلال قصص واقعية وعميقة تحاكي المعاناة والصراع الداخلي للأفراد، بأسلوب إنساني مشوق يزاوج بين البعد العلمي والبعد الأدبي.
لقد كان هذا الحفل بلا شك، لحظة احتفاء بالفكر والكتابة والانتماء إلى مشروع معرفي يروم كسر الصمت حول قضايا النفس والاضطراب، ونجح بكل المقاييس في أن يخلد لحظة ثقافية جديرة بالاهتمام
