وقت مضى أرخى ستاره.
و جديد يمضي استهل مساره.
و انا حزن ووجوم، في الدجى،
ابكى العين فراقك وآثاره.
عقد كامل قضيناه حبيبين لطاف،
ما الحب درينا ان له وداعه.
إلى أن جاء خريف القطاف.
بكؤوس النوى علينا أطاف.
يحصد العشق من قلبينا،
لم يترك لنا في صدرنا،
الا الماسي العجاف.
بعد ان كنا نتهادى،
عبر الروابي في خبلاء
بين مروج خضر و ضفاف،
تبسم الدنيا لنا،
ما مللنا بديع أزهارها من طواف.
اصحى الربيع باكرا لنا هزاره.
يغرد في خلوتنا و حولنا نور طواف.
يا من كنت حبيبا!
اول يوم تبعت خطايا خطاك،
ما كانت تمل عيناي منك
كنت ارنو كالطفل الى ضياك.
و كلما هل الهلال بعد الاصيل،
ينير النجم خجولا محياك.
حتى افشى القمر لنا همسا اسراره.
اذا ما جاء يوم الي فكري بذكراك،
و اذا ما تم في الخيال يا حيمة
لقياك،
و لن يكن في حيانا إنس يسير،
سواي سواك،
اهديت كحلا ليعيون الظبى،
و لشفاه الغجر يواك،
نثرت عطرا من مزيج عود و عنبر،
اقفلت ابواب المدينة،
اسوارها دوني ربما لا ترعاك.
أخشى عليك من حسود ماهر،
غدرا ايك يسوق،
وما أدري ما قادر عليه يحاك.
و انا خارج ابراج المدينة،
لحب جديد به اتملى،
تطوف بنا الطاف السكينة،
ربيع مسك ابهى من بهاك.
ينشر الكون علينا اقماره.
اغني لعشقي الجديد، بعد طيك في النسيان.
و صرت في خبر من صار و كان.
كل مجيء فجر على باب مناي و مناها
اذوب في فوح عطر هواها
انسى التظاهر و المطالب
حتر "الحراك".
ليكون لقلبي خلف ضلولعها قراره.
اطوي دفاتر الايام.
انسى افراح و اقراح ما مضى،
مخلصا في اعتقادي،
لا اطوح عمري في حضن سواه.
تصبحين في الغيب و ما كان.
اهون بالصبر ما يغريني بالرجوع الى دنياك.
أقلل البحث في ماضينا.
و كل ما يرجعني الى دنياك.
سلام عليك من بعد هجر.
و سلام على قلب كان فداك.
ما عادت نفسي عليك حزينة.
ذهب عنك الشباب،
و الظنون لديك لم تعد سليمة.
والروح فيك من الحب أضحت عديمة.
صرت مثل صياد عجوز
دون فلك او شباك.
سلام عليك من بعد هجر
و سلام على قلب كان فداك