لنا الحق بالتفكير والتأمل وطرح الأفكار ومناقشتها بحثا عن الحقيقة واكتساب المعرفة فربما نقدم وجبة فكرية مختلفة على مائدة حواراتنا، نحن نناقش الأحداث من خلال المعطيات التي بين أيدينا وحسب وكالات الأخبار أو يحاك خلف الأخبار، نحاول ربط الأحداث وتحليلها من خلال طرحنا...وهل نحن في زمن المعجزات بسبب مايطال الشعوب من ظلم أم نحن في زمن الحرب البيولوجية التي باتت تفتك بكل من يحاول أن يقف بوجه أمريكا ؟
مجددا نتحاور أنا وضيفي حول مايحدث من مستجدات حولنا
وهو د/مصطفى توفيق، رئيس الإتحاد الدولي للصحافة و الإعلام و الإتصال،
حاصل على شهادة جامعية بكلية ستراد كلايد بالمملكة المتحدة في المجال الصحافي، حاصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الصحافة و الإعلام من معهد باراديم للدراسات المتقدمة.
أصدر سنة 2018 كتابا تحت عنوان محطات النضال المجيد لنقابة الصحافيين المغاربة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل.
أصدر سنة 2019 كتاب تحت عنوان مقالات رأي.
أصدر سنة 2019 كتاب تحت سقف التنازلات...الحكم الذاتي.
أصدر سنة 2016 ثلاثة عشر كتابا باللغة الإنجليزية منقولة من أخبار بي بي سي البريطانية.
منخرط بمنظمة مراسلون بلا حدود سنة 2018.
كاتب مقالات بمختلف الجرائد الإلكترونية الوطنية و الدولية، و طالب معرفة.
أهلا وسهلا بك مجددا دكتور مصطفى توفيق في حوار جديد
ومهم ودعني أبدأ معك
١- هل كان الفيلم الأمريكي Contagion (المرض المعدي) الذي أنتج في عام ٢٠١١م
رسالة موجهة لصين في حين استمرت بتحدي أمريكا لأمتلاكها السلاح النووي أو أنه رسالة لتدمير اقتصادها متى هدد اقتصاد أمريكا ؟
ج/ حقيقة أن ما يحدث حاليا في الصين بعد ظهور فيروس كورونا، يطرح أكثر من تسائل و استغراب، خصوصا بعدما تنبأ الأمريكيون سنة 1911 في فيلمهم تحت عنوان المرض المعدي Contagion لمخرجه ستيف سوديربيرغ، الذي تتلخص مجريات أحداثه حول إنتشار مرض أو فيروس قاتل يهدد الإنسانية بوجه عام، و نحن الآن و بعد مضي تسعة سنوات عن إخراج الفيلم أصبحنا نسمع و نقرأ أخبارا من مصادر موثوقة، تنقل اخبار تفشي هذا الفيروس القاتل، الذي ظهر بمدينة ووهان الصينية، و الذي أثار مخاوف و ذعر ليس في الصين وحدها، وإنما في العديد من الدول القريبة و البعيدة من ووهان المدينة التي ظهر فيها الفيروس، و لو تأملنا قليلا سنكتشف فجأة أن هذا الفيروس ساهم بشكل مباشر على تدمير الإقتصاد الصيني، و كل هذا يحدث الأن، كما تنبأ بذلك المخرج الأمريكي يمكن أن نستنتج من خلاله أن مخرج الفيلم الأمريكي ستيف سوديربيرغ، انتقل من مرحلة خيال 2011 إلى حقيقة مايجري في صين 2020.
٢- ماذا لو كان فيروس كورونا خدعة سياسة من قبل الصين لتخلص من المستثمرين الأوربيين أو هو بسبب عملهم لتطوير الفيروس وخرج عن سيطرتهم ؟وكيف سيتم التعامل مع هذا الخداع في حال كان صحيحا؟
ج/ يمكن أن نذهب إلى هذه الفرضية و نقول ربما نجحت الصين في استخدام خدعة سياسية ليس فقط للتخلص من المستثمرين الأوربيين، بل كذلك في إبعاد الجاليات الغربية و العربية المقيمة في الصين، وهذا بالضبط ما حدث حينما أعلنت بعض الدول عن عودة مواطنيها إلى بلدانهم، و ما نسمع الآن عبر القنوات العالمية عن تدفق عدد كبير من المهاجرين و المستثمرين إلى المطارات املا في العودة إلى بلدانهم سالمين من الفيروس القاتل، الذي يؤكد من خلاله الأطباء أنه فعلا فيروسا خطيرا لا ينفع معه علاج أوحيلة، و في حالة ما تبث أن الصين خدعت العالم و نجحت في إخلاء المستثمرين و الأجانب من أراضيها، فلا بأس هنا أن نقول في بعض الأحيان، تحقق الحيل مكاسب لم تحققها الحروب.
و لقد سبق و أن قرأت مقالا تحت عنوان " كيف نجح الصينيون في خداع العالم بقصة فيروس كورونا، ولماذا؟" الذي نشر على موقع الحروف الثائرة، حيث كتب أحد الأساتذة:
التضليل السياسي الإستراتيجي يعتمد في نجاحه على سيناريو "درامي تلاعبي واقعي معد بدقة متناهية"، يلعب بطولته "زعماء دول وتيارات وأحزاب سياسية ومؤسسات إعلامية ، ...الخ،
و يتم في نهايته فرض أمر واقع على "من يوجه إليه التضليل".
الأسطورة أو الخرافة، هي إحدى الأفكار الرئيسة لسيناريو بناء "الصدمة " في التضليل السياسي أو الاقتصادي الإستراتيجي، و هي بشكلها "القريب من الواقع" تمتلك قدرة كبيرة على الضغط النفسي القادر على إجبار "دول عظمى" على اتخاذ قرارات سياسية مصيرية و في بعض الأحيان "خاطئة".
القيادة الصينية في واقع الحال استخدمت تكتيكاً تضليلياً اقتصاديا خاصاً، و لم تلجأ لتطبيق إستراتيجية سياسية عالية "للتخلص من المستثمرين الأوروبيين، و لدعم العملة الصينية بوقت واحد"، لأنها تعلم أن الأوروبيين و الأمريكيين "يبحثون عن ذرائع للإيقاع بالصينيين"... و قد نجحت من خلال هذا التكتيك في "خداع الجميع"، و حصد 20 مليار دولار أمريكي بظرف يومين؛ هذا بالإضافة إلى استعادة 30% من الاحتكارات الخاصة.
الرئيس الصيني شي جين بينغ خدع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بوقت واحد، و على مرأى جميع من في العالم لعب لعبة اقتصادية ذات طابع تكتيكي، لم تخطر ببال أحد. فقبل فيروس كورونا كانت معظم الأسهم و الحصص في المشاريع الاستثمارية في معامل إنتاج التكنولوجيا و الكيماويات تعود ملكيتها للمستثمرين الأوروبيين و الأمريكيين، و هذا يعني أن نصف الأرباح من الصناعات التكنولوجية و الكيميائية الخفيفة و الثقيلة، كانت تذهب إلى أياد المستثمرين، و ليس إلى الخزينة الصينية، مما كان يؤدي إلى هبوط صرف العملة الصينية اليوان، و لم يكن باستطاعة المصرف المركزي الصيني أن يفعل شيئاً أمام السقوط المستمر لليوان، حتى أنه انتشرت أنباء عن عدم قدرة الصين على شراء أقنعة للوقاية من انتشار الفيروس القاتل.
هذه الشائعات و تصريحات الرئيس الصيني "بأنه مستعد لإنقاذ البلاد من الفيروس"، أدت إلى انخفاض حاد في أسعار شراء أسهم شركات صناعة التكنولوجيا في الصين، و قد تسابقت إمبراطوريات تمويل المستثمرين "الأجانب" في طرح الأسهم الاستثمارية للبيع بأسعار منخفضة جداً، و بعروض مغرية، "لم يشهد لها مثيل".
الرئيس الصيني انتظر أسبوعاً كاملاً، ثم ظهر فجأة مبتسماً في مؤتمر صحفي، و عندما وصلت أسعار الأسهم الأجنبية إلى حدودها الدنيا شبه المجانية، أصدر أمراً بشراء أسهم الأمريكيين و الأوروبيين بوقت واحد، و لما تيقن ممولو الاستثمارات الأوروبية و الأمريكية بأنهم خدعوا، كان الوقت متأخراً جداً، حيث كانت الأسهم في يد الحكومة الصينية.
فيما بعد ستذهب أرباح شركات الصناعات التكنولوجية و الكيماوية إلى خزينة الحكومة الصينية، و لدعم اليوان، لن تكون الحكومة الصينية مضطرة لدفع رصيدها من الذهب.
و أعتقد أن ما جاء في تحليل الأستاذ الفاضل يمكن أن نسميه بالخداع السياسي.
٣- إذا كان كورونا عقابا الاهيا بسبب ماقامت به الصين بحق المسلمين الأيغور فنطلق عليه كورونا فيروس الإسلام، فهل سنشاهد تغيرا في سياسة الصين وانطلاقا لدعوة للإسلام قادمة من الصين؟
ج/ بعد المصيبة التي ضربت الصين، و انتشر فيها فيروس كورونا، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر الرئيس الصيني في قلب مسجد من مساجد المسلمين، يطلب من خلاله الاستجابة من الله سبحانه و تعالى للتخلص من هذا العدو الحقيقي الذي لا تنفع معه أسلحة ولا دواء.
و نحن نعلم جميعا ما يتعرض إليه المسلمون الإيغور من تعذيب، و إنتهاكات خطيرة من طرف الحزب الشيوعي الصيني، و ذهاب الرئيس الصيني الحالي إلى مسجد المسلمين، يعني إيمانه بأن الله عز وجل على كل شيء قدير، و لهذا الغرض قصد المسجد رفقة بعض المسؤولين في إدارته ليستجيب الله لدعائهم، و يخرج دولتهم آمنة سالمة من هذه المصيبة التي أدخلت الخوف و الهلع في نفوسهم، و بالرجوع أستاذتي الفاضلة إلى سؤالكم حول قدوم دعوة الإسلام من الصين، فالحقيقة أصبحنا نراها بأم أعيننا، حينما شاهدنا الرئيس الصيني يتجه إلى أحد المساجد أملا في النجاة و عودة الحياة الطبيعية الى الصين بعدما لعب كورونا دورا كبيرا في إسلام زعيم الحزب الشيوعي شي جين بينغ، و بإمكانه الآن أن يعلن عن إسلامه، و يطلب التوبة و المغفرة من الله على ظلمه وبطشه تجاه مسلمي الايغور، وأعتقد أن الأيام القليلة القادمة حبلى بمفاجأة إسلام الرئيس الصيني شي جين بينغ، و بهذه المناسبة أريد أن أتقدم بالشكر إلى فيروس كورونا الذي استطاع أن يغير الصين الذي يقطنها أكثر من 1.338 مليار نسمة و الحزب الشيوعي من دولة شيوعية إلى دولة إسلامية، قال الله عز وجل في كتابه العزيز " إذا جاء نصر الله والفتح، و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا، فسبح بحمد ربك و استغفره، إنه كان توابا، صدق الله العظيم"
٤- لماذا لا نقول أن مايتم نشره عن رئيس الصين بأنه فتح المساجد ويقوم بدعوة للمسلمين لدعاء لهم هو خداع سياسي بعدما تم نشر مايقومون به بحق المسلمين وربما وجدوا أن هناك غضبا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي لما يتم ممارسته من جرائم ضد الإنسانية؟
ج/ أعتقد أن ثقافة الكراهية والخطاب التحريضي، مقابل غياب ثقافة التسامح وقبول الآخر تعد من أخطر المآسي التي تتخبط فيها الأقلية المسلمة ليس في الصين بل كذاك في ميانمار، حيث تحول أكثر من مليون إنسان في هذه الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا لأمثولة المستضعفين في الأرض، إن مسلمي الإيغور طائفة معذبة أبشع تعذيب من طرف القيادات الصينية ، إنهم يعانون أسوأ موجات العنف العرقي في التاريخ الحديث، و من طبيعة الحال أستاذتي الفاضلة، هناك غضب ليس في مواقع التواصل الإجتماعي فحسب بل غضب في نفوس جميع المسلمين عبر بقاع العالم لما يتعرض إليه المسلمون هناك، إنهم يطالبون بالعدالة و الإعتراف بوجودهم في الحياة، إنهم يصرخون في وجه العالم أملا في إيجاد منقذ.
٥- هل تعتقد أن كورونا سيقلب الموازين في الأيام المقبلة برأيك لنجد تغيرا على الساحة السياسية ايضا؟
ج/ نعم، و في اعتقادي أن كورونا سيقلب الموازين و ستشهد الساحة السياسية تغييرا، والأيام القليلة القادمة حبلى المفاجآت.
٦- ماذا سيحدث في حال أصبحت الصين دولة إسلامية فهل هذا سيقلب الموازين من خلال الصين فيبشرنا كورونا بالإسلام، فمن أسلم أهلا وسهلا به ومن كفر كورونا يفتك بع ويخنقه حتى الموت؟
ج/ فعلا كورونا يخنقهم حتى الموت، و هذا ما دفعهم إلى الإتجاه إلى المساجد رفقة المسلمين الذين يتواجدون معهم، و بدأ الجميع يصلي و يركع و يسجد و يطلب السلم و السلام بين شعوب العالم.
و ما يقع الآن في الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي يثير الاستغراب و الدهشة بسبب فيروس كورونا الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، ألا أنه ساهم في تدمير اقتصادها، و أريد هنا أن أذكرك بقصة طير الأبابيل التي تشهد على الإشهاد على بيان القدرة الإلهية، حيث قال الله في كتابه العزيز: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، صدق الله العظيم".
٧- تخلي العالم عن مساعدة الصين وإيقاف التعامل معها وشل حركتها الإقتصادية يمكن أن يجعلنا نشاهد وجها آخر لصين أكثر قوة ويجعل من الدول العربية تفكر في تطوير منتجاتها والعمل على الاعتماد على الذات لأننا الأكثر استهلاكا للمنتجات الصينية؟
ج/ لا يمكن أن نتجاهل أن اقتصاد جمهورية الصين الشعبية هو ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد اقتصاد الولايات المتحدة، و لكن مع تفشي الفيروس القاتل و تزايد الإصابات، شهدت الكثير من المدن الصينية شللا و تدهورا في اقتصادها، الذي سيؤثر لا محالة على الاقتصاد العالمي، وهذا بالضبط ما دفع روسيا و أوبك خلال الأسبوع الماضي في مناقشة هذه الأزمة الخطيرة وتأثيرها على الطلب العالمي على النفط ومشتقاته.
………….
أشكرك دكتور على رحابة صدرك وما منحته لنا من خلال فكركم ومحاورتكم ولكم مني كل الإحترام والتقدير
شكرا أستاذتي الفاضلة روعة على هذا الحوار الشيق، و لكم مني أطيب المنى و أجمل الأوقات.