الكاتبة و الاعلامية السورية روعة محسن الدندن
الكوارث الطبيعية اكيد هي ناتجة عن التلوث الفكري الذي أصابنا لأننا لم نفكر كيف نحمي الطبيعة من التطور وخاصة الفيروسات والاسلحة النووية والكيماوية وغيرها.
البشرية الآن تقوم بتدمير الأرض بسبب الصراعات والتطوير للاسلحة المحرمة، إلى أين يتجه العالم في ظل هذه الكوارث وما مدى خطورة كل منهما؟
مجددا نتحاور أنا وضيفي حول مايحدث من مستجدات حولنا
لنرحب جميعا بضيفي
د/مصطفى توفيق، رئيس الإتحاد الدولي للصحافة والإعلام و الإتصال
حاصل على شهادة جامعية بكلية ستراد كلايد بالمملكة المتحدة في المجال الصحافي، حاصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الصحافة و الإعلام من معهد باراديم للدراسات المتقدمة.
أصدر سنة 2018 كتابا تحت عنوان محطات النضال المجيد لنقابة الصحافيين المغاربة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل.
أصدر سنة 2019 كتاب تحت عنوان مقالات رأي.
أصدر سنة 2019 كتاب تحت سقف التنازلات...الحكم الذاتي.
أصدر سنة 2016 ثلاثة عشر كتابا باللغة الإنجليزية منقولة من أخبار بي بي سي البريطانية.
منخرط بمنظمة مراسلون بلا حدود سنة 2018.
كاتب مقالات بمختلف الجرائد الإلكترونية الوطنية و الدولية،
و طالب معرفة.
أهلا وسهلا بك مجددا دكتور مصطفى توفيق في حوار جديد ومهم، ودعني أبدأ معك:
١- البعض يعتبر الكوارث الطبيعية أمرا خارجا عن سيطرة البشر ومجهول السبب والبعض الآخر يقول أنها غضب من الله لما يفعله البشر فكيف نفسر الكوارث الطبيعية؟
ج/ السلام من جديد أستاذتي الفاضلة.
من طبيعة الحال الكوارث الطبيعية أمرا خارجا عن سيطرة الإنسان، و لكن يمكن لهذا الإنسان الذي يعيش فوق الأرض أن يتنبأ بهذه الكوارث قبل حدوثها، من خلال بعض المؤشرات التي يمكن أن تبين أنها ستحدث مستقبلا، كما يمكن له أيضا أن يتنبأ عن حالة الجو خلال الأسابيع أو الشهور القادمة، و كل هذا من أجل اتخاد بعض الإجراءات اللازمة التي يمكن أن تخفف من الأضرار التي يمكن أن تعرضه للتهلكة أو الفناء، و حينما تقع هذه الكوارث المفاجئة التي تخلف دمارا قويا في الأرض، فلا يمكن للإنسان أن يتحكم في إيقافها لأنها خارجة عن سيطرته و إرادته، و كلنا نعلم أن هذه الكوارث الطبيعية تقع بين الفينة والأخرى في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن نذكر من بينها الأعاصير، الفيضانات، العواصف الثلجية، حرائق الغابات، الانهيار الأرضي، الجفاف، موجات الحرارة، البراكين، الانهيار الثلجي، تسونامي، والزلازل….الخ
٢- مازال الإنسان عاجزا أمام الكوارث الطبيعية رغم التطور فهل السبب برأيك جهله في معرفة الطبيعية أم بسبب الفكر الذي يعبث بالطبيعية والخلل الذي يحدث الإنسان ؟
ج/ منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض و هو يفكر ليس في السيطرة على الطبيعة، بل أيضا في اكتشاف واختراع ما من شأنه أن يساهم في تحسين حياته المعيشية، أما السيطرة على الطبيعة و إيقاف كوارثها أو غضبها فلا أعتقد ذلك، و سيظل الإنسان في كل مكان وزمان عاجزا عن تحقيق هذا الهدف الذي يستحيل تحقيقه.
٣- كيف يمكننا حماية الطبيعية ونحن نعيش عصر الصراعات والأسلحة الفتاكة والتلوث الصناعي والكيماوي والجرثومي وغير ذلك ؟
ج/ حماية الطبيعة مسألة مرحب بها، و هذا سؤال في غاية الأهمية، خصوصا وأن حماية الطبيعة تجرنا إلى الحديث عن حماية كل ما يتواجد في الطبيعة نفسها، من سهول وأنهار وبحار وجبال وتضاريس وهواء وماء و نبات و غيرها، فلا يمكن أن نحمي الطبيعة دون حماية هذا المحيط، الذي يمكن أن نطلق عليه إسم كوكب الأرض إن صح التعبير، ولكن مع وجود ما صنعه الإنسان من أسلحة كيمياوية التي يمكن أن تهدد الكائنات الحية في حالة استعمالها، و هناك كذلك أسلحة نووية خطيرة التي يمكن أن تحدث دمارا شاملا على المناطق القريبة والقارات البعيدة، و كل هذه الأسلحة كانت تستخدم خلال الحروب لكسب المعارك و اضعاف قدرة الخصم، و إخضاعه للهزيمة والاستسلام، و كل هذه الأسلحة غير التقليدية ستظل محرمة دوليا، لأنها تدمر وجود الإنسان والطبيعة على حد سواء.
٤- هل مايحدث من كوارث طبيعية سببه كوارث الفكر؟
ج/ نعم سببه الكوارث الفكرية، فعندما نفكر في صناعة أسلحة كيماوية مثل غاز السارين أو غاز الأعصاب أو غاز الخردل ، فهذه الفكرة تحمل في جوهرها كارثة فكرية، خصوصا إذا تم تنزيلها على أرض الواقع، أعتقد أن الكوارث الفكرية أقوى من الكوارث الطبيعية، لأن الكوارث الطبيعية تحدث و تخلف دمارا عابرا، بعكس ما تخلفه الأسلحة النووية، تصوري أستاذتي الفاضلة ما وقع سنة 1945 في كل من هيروشيما وناغازاكي، فلا بد أن نلاحظ أن أثار الإشعاع الذري لازال ساري المفعول إلى يومنا هذا.
٥- الكوارث الطبيعية سببا لزوال حضارات قديمة فهل نحن مقبلون على عصر جديد من خلال هذه الكوارث لتكون الكوارث الطبيعية المنجية من كوارث الفكر؟
ج/ لا أعتقد أن الكوارث الطبيعية سببا لزوال أو اندثار الحضارات القديمة، و سأعطيك أمثلة وحتى تتضح الصورة أكثر، يمكن لزلزال أن يزيل منطقة برمتها، و لكن لا يمكن أن يزيل حضارتها، لأن وقوع الكوارث الطبيعية لا يمكن أن يزيل تاريخ حضارتها القديمة.
٦- أيهما أشد فتكا الكوارث الطبيعية أم كوارث الفكر؟
ج/ في اعتقادي أن الكوارث الفكرية ربما أشد خطورة من الكوارث الطبيعية
٧- إلى أين يتجه العالم في ظل هذه الكوارث وما مدى خطورة كل منهما
ج/ العالم الذي نعيشه الآن يتغير، والكوارث الطبيعية منذ أن خلق الله الأرض لا مفر منها، و لا يمكنها أن تغير الجغرافيا، و كل ما يتغير و يتطور هو الفكر الإنساني، و حينما نقول أن العصر الحجري ليس هو العصر الحديث، فمعنى هذا أن هناك تطور في الأدوات و التقنيات، التي استعملت منذ القدم، و اليوم نلاحظ أن الفكر الانساني وصل إلى أرقى المستويات، و أصبحت المعلومات الرقمية في متناول الجميع و رقاقة غوغل على الأبواب، أما سطح الأرض، فلا يمكن للكوارث الطبيعية أن تغيره بقدر ما يمكن للإنسان أن يغير طبيعته.
٨- ما الطرق برأيك لتخلص أو الحد من الكوارث الطبيعية وكوارث الفكر؟
ج/ يمكن أن نأخذ الحيطة والحذر من الكوارث الطبيعية، إذا علمنا بحدوثها قبل وقوعها، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نتخلص منها أو نوقفها، لأنها كما سبقت الإشارة في الجواب السابق خارج سيطرتنا، أما بخصوص الكوارث الفكرية، أعتقد أن حب الإنسان للطبيعة و الحفاظ عليها سيساهم لا محالة إلى التخلص من كوارثه الفكرية.
…………………..
شكرا مرة أخرى على أسئلتكم استاذتي الفاضلة روعة محسن الدندن، ولكم مني أجمل تحية و سلام
الشكر موصول لك دكتور مصطفى توفيق ولكم كل الإحترام والتقدير
وإلى اللقاء