الحصول على ماستر غير معتمد واثره النفسي على الحاصل عليه



في ظل التوسع الكبير للتعليم العالي بالمغرب، أصبح الحصول على شهادة الماستر حلما مشتركا بين آلاف الطلبة. إلا أن ظهور بعض المسارات الجامعية غير المعتمدة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يطرح تساؤلات مهمة حول مدى جدوى هذه الشهادات على المستوى الأكاديمي والمهني. فبينما يسعى الطالب لبناء مستقبله العلمي والمهني، قد يجد نفسه أمام صدمة نفسية كبيرة عند اكتشاف أن الماستر الذي حصل عليه ليس معترفا به رسميا، مما يترك آثارا مباشرة على ثقته بنفسه وعلى استقراره النفسي.


الحصول على ماستر غير معتمد يترتب عليه آثار نفسية وعملية متعددة على الحاصل عليه. بعد سنوات من الدراسة والجهد، قد يشعر الطالب بالإحباط وخيبة الأمل عند اكتشاف أن شهادته قد لا تقبل رسميا في المؤسسات الحكومية أو الخاصة، أو عند الترشح لمنح دراسية أو برامج تكوينية أخرى، مما يولد شعورا بالخسارة والإحباط. كما يواجه العديد من الحاصلين على هذه الشهادات شعورا بعدم القيمة والقلق المستمر، إذ يقارنون أنفسهم بزملائهم الذين حصلوا على ماستر معتمد، ما يزيد من التوتر النفسي والضغط الداخلي ويؤثر على تقديرهم لذاتهم. إلى جانب ذلك، ينعكس عدم اعتماد الماستر على التخطيط المهني والمستقبل الأكاديمي، حيث تحد هذه الشهادة من فرص متابعة الدكتوراه أو الحصول على وظائف محددة، ما يدفع الطالب لإعادة التفكير في مستقبله، ويولد شعورا بالارتباك والقلق المزمن. وفي بعض الحالات، تمتد هذه التأثيرات لتشمل الجانب الاجتماعي، إذ قد يواجه الحاصل على الماستر غير المعتمد مواقف محرجة عند الحديث عن مستواه الأكاديمي، مما يزيد شعوره بالعزلة أو نقص التقدير.


  إن مسألة الحصول على ماستر غير معتمد تمثل تجربة صعبة نفسيا، إذ تتداخل فيها مشاعر الإحباط، القلق، وعدم اليقين بشأن المستقبل. لذلك، يصبح من الضروري على الطلبة التأكد من اعتماد أي مسار أكاديمي رسميا قبل التسجيل، مع دعم النفسية والتخطيط المستقبلي بشكل واقعي. كما تقع مسؤولية على الجامعات والهيئات التعليمية في تقديم معلومات دقيقة وشفافة للطلبة حول حالة اعتماد برامجهم، بما يحميهم من الآثار النفسية السلبية ويضمن لهم مسارا أكاديميا موثوقا.


10 دجنبر 2025