الشاعرة مليكة العاصمي و قصيدة حلول القيامة


 

 




حصلت على الإجازة في الأدب العربي وعلى شهادة الدراسات الأدبية واللغوية المقارنة. نالت دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. تشتغل أستاذة بالتعليم الجامعي بجامعة القاضي عياض، بمراكش، بعد أن زاولت التدريس في كلية الآداب في جامعة محمد الخامس، وعملت أستاذة باحثة في المعهد الجامعي للبحث العلمي في الرباط.


أصدرت العاصمي في بداية السبعينات مجلة «الاختيار» كما ساهمت في تحرير مجلة «الثقافة المغربية». يتوزع إنتاجها بين الكتابة الشعرية والبحث في قضايا المرأة.


اهتمت بالبحث في حضارة مراكش وثقافتها وخصوصياتها العريقة وألفت عنها كتابا بعنوان «موسوعة حضارة مراكش بين زمنين»


مؤلفاتها:


كتابات خارج أسوار العالم: شعر، ط2، الدار البيضاء، عيون المقالات1988.


أصوات حنجرة ميتة: شعر، الرباط، 1989.


المرأة وإشكالية الديمقراطية.


شيء له أسماء، الرباط، المؤسسة العربية للإبداع والنشر 1997


بورتريهات لأسماء مؤجلة (2001)


كتاب العصف (2008)


أشياء تراودها (2015)


موسوعة حضارة مراكش بين زمنين 2019.


دماء الشمس.

####### 


قصيدة حلول القيامة : مليكة العاصمي


وحدكَ الآن

يفترسُ الرُّخُّ قلبَك

شبَحا صِرتْ

دون ماضٍ ولا حاضرٍ أو غدٍ

طَوَّحتْكَ العفاريتُ في القفرْ

لا سَكَنٌ أو وِطاءٌ تُريحُ به جُرحَكَ المتفَغِّرَ

ينهشُهُ النسرْ

واقفٌ تتآكلُ ساقاكْ

ستَخِرُّ إلى اللاَّمكانْ

لا عمَدٌ يُسنِد ذاتَكَ

لا كفٌّ يلقُطُ بعضَ الإرَبِ المَنثورةِ من حُلمِكَ

شبحًا صرتْ

هَلْ مرَّ الزلزالُ هُنا

هَلِ الأرضُ مادتْ

والأبراجُ

وهذي المدائنُ

هلْ طُمِرَتْ

والصحائفُ

واللَّوْحُ

والقلَمُ الرَّطْبُ

هلْ جرَفَ السَّيْلُ حِبْرَهُ

هل حَلَّ وقتُ القِيامةِ مِن قبلِ مَوعدِهِ

فَطَوَى العُمْرَ

عَفَّى على أَثَرِ العَابرينَ

وعَرَّجَ نحو السماءِ فَطافَ على الحُلمِ

أَم هلْ تَخَطَّفَهُ في الخيالِ العميقِ البعيدِ

مع الصُّوَرِ الفاتنةْ

والكنوزِ الخبيئاتِ في غرفِ الذاكرةْ

كان هذا الغريبُ يَصيدُ الأَوابِدَ

يَكْنِزها في خَوابِي سليمانْ

أو يُبَعْثِرُها عادةً في الفضاءِ ليَقنِصَها العابرونَ

ويسرِقَها المارقون

مَنْ لِتلْكَ الخَوابي وقد دَهَمَ الحَدَثَانِ

ودارَ الزمانُ على الحُلمْ

عالِجِ الموتْ

أيُّهذا الغريبْ

جُرعةً، جُرعةً، تَتَحجَّرُ في الحلق

حَجَراً، حَجَراً

لا عليكْ

أيُّهذا الغريبْ

لِتَدَعْ خلْفَ ظهرِكَ ما يَقْضِمُ الزمنُ الوَحشُ

عُدْ للقيامةْ

هناكَ بقاياَ الدَّمارِ

الْتقِطْها

وَرَمِّمْ بها ما تبَقَّى منَ النّكبَةِ الدارسةْ

وأَخرِجْ بقاياكْ

لستَ سِوَى الرُّخِّ من قبلُ والآنْ

إجْمعْ شظاياكْ

اسْتَقِمْ واقِفاً

وَاتَّئِدْ

وتَهيَّأْ لِمَكْرِ الزمانِ الجديدْ