الفنان التشكيلي عبد اللطيف الشوفاني
2025/08/12
في مدينة أزمور، تلك البلدة التاريخية التي لطالما احتضنت فنانين موهوبين، ولد الفنان التشكيلي عبد اللطيف الشوفاني (1957)، الذي رسم مسارا فنيا فريدا ينبض بصدق التجربة وترحال الذات. لم ينهل الشوفاني العلم في مدارس الفنون، بل كان مدفوعا بشغف داخلي جعل من رحلته التشكيلية مسلكا ذاتيا صوب الإبداع .
بدأت قصته الفنية من زخارف التذكارات والفخاريات التي كان يرسمها في أزقة أزمور، مستغلا لحظات فراغه في سن مبكرة. عبر تلك الرسومات المبسطة، ولد الأسئلة والتأويلات في أذهان المتلقين، مخلفا "رسائل مشفرة" تفتح باب التأمل أمام من يرغب في قراءة لوحاته .
لوحات الشوفاني سجلت تحولات مرئية، حيث ربط تأثير البيئة المحلية بأسلوب بصري عصري، وحن إلى ألوان الطبيعة وطقوس الحياة الشعبية، مع الحضور المميز للخط العربي كرمزية وجمالية. وتميزت أعماله بتداخل اللون، من الأزرق والأخضر إلى البني والأحمر، في توليفات شبيهة بقصيدة صامتة، تنبض بحرية وصدق الفنان العفوي .
في ذاته، يعيش وقتا مفعما بالحداثة والحنين، راصدا المارة من دكانه الصغير بسوق أزمور، متأملا مشاهدهم وسكناتهم، يحاوروها، ويحولها إلى لوحات تنطق بالحياة والاشتياق والأمل.
خلال مشاركاته العديدة، كان له حضور في معارض وطنية مثل ملتقى “أبعاد وامتدادات” في الدار البيضاء (شهر يوليو)، حيث عرضه أعماله التي تمزج الواقعية بالتجريد والمدرسة التكعيبية، وتستند إلى أشكال هندسية مفعمة بالرمزية والخيال الحر .
خلاصة القول: عبد اللطيف الشوفاني ليس مجرد فنان تشكيلي؛ بل هو صانع للمشاهد والمشاعر، وناقل للحياة البسيطة إلى عالم بصري معقد، يفتح أبواب التفسير ويحفز على الحوار والتأمل، متحديا العوائق الأكاديمية بصوته السريالي الخاص
المصطفى توفيق
منصة الفكر والمعرفة والسيكولوجيا.