تعد أسئلة الاختيار على شكل
QCM
من أبرز الأساليب المعتمدة في تقييم الطلبة في العديد من التخصصات الجامعية، سواء في الكليات العلمية أو الأدبية. وقد أثارت هذه الطريقة في التقييم جدلا واسعا بين من يعتبرها أداة ناجعة في قياس الكفاءة، ومن يراها أحيانا غير منصفة. غير أن الواقع والتجربة يثبتان أن هذا النوع من الأسئلة غالبا ما يكون موضوعيا، وعادلا، ويمنح الطالب النقطة التي يستحقها، دون تحيز أو تأثير لعوامل ذاتية.
العدالة في التقييم تكمن في وضوح المعايير وثباتها. وأسئلة QCM تتوفر فيها هذه الخصائص بشكل كبير، حيث يتم إعدادها بصيغة دقيقة وواضحة، مع تحديد إجابة واحدة صحيحة أو أكثر بشكل موضوعي. كما تمنح نفس الأسئلة لجميع الطلبة، وتخضع لنفس قواعد التصحيح، ما يجعل من العملية برمتها موحدة وعادلة.
الآلة المخصصة لتصحيح
QCM
تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على مصداقية الاختبار. فهي تقوم بتحليل الأجوبة ومقارنتها بنموذج الإجابة الرسمي، دون تدخل القلم الأحمر اليدوي. الطالب يحصل على النقطة التي يستحقها وفقا لإجاباته، لا أكثر ولا أقل، وهو ما يعزز الإحساس بالعدالة والموضوعية في أوساط الطلبة.
صحيح أن أسئلة
QCM
قد تتطلب من الطالب دقة عالية وفهما عميقا للتفاصيل، خصوصا عندما تكون الإجابات متقاربة أو مصاغة بطريقة تحتاج إلى تركيز، إلا أن ذلك لا ينتقص من عدالتها. على العكس، فإن الطالب الجيد الذي استوعب المقرر وتمكن من مهارات التحليل والتفكير النقدي، يكون أكثر قدرة على التمييز بين الخيارات واختيار الجواب الصحيح.
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن أسئلة
QCM
، حين تصاغ بعناية وتصحح عبر الآلة، تمثل واحدة من أكثر وسائل التقييم عدالة وموضوعية. إنها تضمن تكافؤ الفرص بين الطلبة، وتمنح كل طالب النقطة التي يستحقها، ومن هذا المنطلق، فإن الثقة في هذا النظام تزداد، لا سيما في السياقات الجامعية التي تسعى إلى ترسيخ مبدأ النزاهة الأكاديمية.
رغم كل ما سبق، فإن الإشادة بعدالة أسئلة
QCM
لا تعني أبدا التقليل من شأن الأساتذة الذين يقومون بتصحيح أوراق الامتحانات التقليدية. فهؤلاء الأساتذة يبذلون جهدا كبيرا في تحليل أجوبة الطلبة، ويحرصون على منح النقاط بدقة وإنصاف، بل إنهم أحيانا يعيدون مراجعة الأوراق أكثر من مرة، حرصا على عدم ضياع حق أي طالب. إن مهارة الأستاذ في تصحيح الأسئلة المقالية والتعبيرية تبقى ضرورية، خاصة في المواد التي تتطلب تفسيرا وتحليلا معمقا للأفكار، وهو ما لا يمكن للآلة وحدها القيام به.
في الختام، سواء تم التصحيح عن طريق الآلة كما هو الحال في
QCM
، أو تم على يد الأساتذة الأفاضل مباشرة، فإن العدالة تبقى الهدف الأسمى في أي منظومة تقييم جامعية. ويظل الدور الإنساني للأساتذة أساسا في العملية التعليمية، إلى جانب تطوير أدوات القياس والتقييم لضمان الجودة والموضوعية. إن الجمع بين التكنولوجيا ونزاهة الأساتذة في عملية التصحيح هو ما يصنع توازنا حقيقيا في العملية التعليمية.