الفوج الأول لإجازة التميز في علم النفس الإكلينيكي والمرضي بمرتيل: انطلاقة نوعية في التكوين الجامعي المتخصص بالمغرب بقلم الكاتب والباحث في علم النفس الإكلينيكي والمرضي المصطفى توفيق

 


في خطوة رائدة على مستوى التكوين الجامعي بالمغرب، انطلقت خلال الموسم الجامعي 2024-2025 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، أول تجربة وطنية لمسلك إجازة التميز في علم النفس الإكلينيكي والمرضي، كأحد أبرز البرامج التي تنخرط ضمن مشروع الإصلاح البيداغوجي الجديد المعتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.


هذا المسلك المتخصص والموجه يعتبر نموذجا أكاديميا جديدا يسعى إلى تأهيل طلبة متميزين، تم اختيارهم وفق معايير دقيقة، من أجل تكوين جيل جديد من الأخصائيين في علم النفس الإكلينيكي والمرضي، قادرين على فهم التعقيدات النفسية والسلوكية، والتفاعل مع مختلف التحديات المرتبطة بالصحة النفسية في المجتمع المغربي.


الفوج الأول: رواد مسار جديد


يعد الطلبة المسجلون في هذا المسلك برسم الموسم الجامعي 2024-2025 الفوج الأول على الصعيد الوطني، ما يمنحهم مكانة خاصة باعتبارهم طليعة تجربة بيداغوجية مبتكرة، تتقاطع فيها المعرفة النظرية بالتدريب العملي، وتشرف عليها نخبة من الأساتذة المتخصصين في علم النفس الإكلينيكي.


ويتميز هذا المسلك بتركيزه على وحدات الفصول التالية:


الفصل الخامس الدورة الخريفية(2024-2025)


التدريب التطبيقي 

علم النفس المرضي المعرفي 

الإدمان واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع 

سيكوسوماتيك كلينيك 

الاضطرابات النفسية مقاربة سيميولوجية 

الكفاءات الرقمية 

اللغة الإنجليزية 

اللغة الفرنسية 


الفصل السادس الدورة الربيعية(2024-2025)


سيكولوجية الأديان 

علم النفس العصبي والنمائي 

الاضطرابات النفسية الإكلينيكية مقاربة مرضية 

تقنيات الاستماع وعلاقات مساعدة الشخص المعالج 

التدريب التطبيقي (تقرير التدريب)

الحقوق المدنية والمواطنة 

اللغة الانجليزية 

اللغة الفرنسية 


كما أنه يفتح آفاقا مستقبلية واعدة للطلبة، سواء في مجال استكمال الدراسات العليا (ماستر التميز في علم النفس الإكلينيكي والمرضي، التكوين المستمر، التخصصات السريرية...) أو في الاندماج المهني في المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية.


نحو تكوين نوعي ومهني


تندرج إجازة التميز في علم النفس الإكلينيكي والمرضي ضمن فلسفة الإصلاح الجامعي الجديد، الذي يهدف إلى:


تعزيز جودة التكوين الجامعي.

تمكين الطلبة من مهارات عملية ومهنية.

الاستجابة لحاجيات المجتمع المغربي في مجال الصحة النفسية والعقلية 


تكوين نخبة من الأطر المؤهلة للتدخل في مختلف السياقات الإكلينيكية والتربوية.


وبذلك، لا تعتبر هذه الإجازة مجرد مسار أكاديمي عادي، بل هي مسؤولية علمية وإنسانية تحمل طلبتها وأساتذتها مهمة المساهمة في بناء وعي مجتمعي سليم بالصحة النفسية والعقلية 


إن إطلاق مسلك التميز في علم النفس الإكلينيكي والمرضي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، واحتضان الفوج الأول من الطلبة المتفوقين، هو حدث علمي وتكويني يستحق التنويه والتوثيق، ويشكل منعطفا حقيقيا في مسار علم النفس الإكلينيكي والمرضي بالمغرب.


وإذا كانت هذه التجربة تشكل بداية، فإن نجاحها مرهون بمدى انخراط الطلبة، والتزام الأساتذة، ودعم الإدارة، من أجل أن يصبح هذا الفوج نواة لتكوين أخصائيين نفسيين متمكنين، قادرين على الإسهام في الارتقاء بالواقع النفسي والصحي في بلدنا الحبيب المغرب


في ختام هذا المقال، لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص عبارات الشكر والامتنان إلى عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، وعلى رأسها السيد العميد المحترم، لما وفرته من دعم إداري وبيداغوجي لإنجاح هذه التجربة الأكاديمية الفريدة.


كما نثمن عاليا مجهودات رئيسة شعبة علم النفس، التي واكبت هذا المشروع منذ انطلاقه، وسهرت على تنظيمه وتأطيره بما يليق بمستوى التميز الذي يطمح إليه البرنامج.


ولا يفوتنا أن نعبر عن عميق تقديرنا لأساتذتنا المؤطرين، الذين لم يبخلوا علينا بعلمهم وخبرتهم، وكانوا لنا نعم الداعم والموجه في هذه المرحلة التكوينية الدقيقة.

لكم جميعا، جزيل الشكر والتقدير، ودمتم سندا حقيقيا للعلم والمعرفة.