اليوم الأول من التدريب الميداني بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان: مدخل أولي إلى المستعجلات والاستشارات الخارجية

 

انطلاق اليوم الأول من التدريب الميداني بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان 30 يونيو 2025



انطلق صبيحة يوم الاثنين 30 يونيو 2025 التدريب الميداني بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بتطوان، في إطار التكوين التطبيقي الذي يندرج ضمن مسار تأهيل الطلبة المهتمين بالمجال النفسي السريري. وقد مثل هذا اليوم مناسبة أولى للاحتكاك المباشر مع الواقع العملي في مؤسسة استشفائية متخصصة، يشهد لها تاريخيا بدورها الريادي في تقديم الرعاية النفسية والعقلية على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة


ويتوفر المستشفى على 100 سريرا مخصصا للرجال و20 سريرا للنساء، وهو ما يعكس التركيبة التنظيمية الحالية للمؤسسة وقدرتها الاستيعابية، ويطرح في الوقت ذاته تساؤلات حول الفوارق القائمة بين الجنسين في الولوج إلى العلاج والرعاية النفسية..





استقبال أولي وتوجيه عام


بدأ اليوم بلقاء تعريفي جمع الطاقم المشرف على التدريب بالمتدربين، حيث تم تقديم لمحة عامة عن تاريخ المستشفى، بنيته التنظيمية، وطبيعة الخدمات التي يقدمها. وتم التأكيد على أهمية الالتزام بأخلاقيات المهنة، سرية المعلومات، واحترام خصوصية المرضى، مع التحلي بالتواضع العلمي والانفتاح على التعلم من الممارسة اليومية.


خدمة المستعجلات النفسية: خط الدفاع الأول


خلال الجولة الميدانية الأولى، تم التعرف على وحدة المستعجلات النفسية، وهي من أهم الأقسام داخل المستشفى، حيث تستقبل الحالات النفسية والعقلية الحادة التي تستدعي تدخلا فوريا، سواء كانت نوبات ذهانية، هلاوس، أو اضطرابات سلوكية عنيفة.


يلاحظ أن هذه الوحدة تشتغل على مدار الساعة، حيث يشرف عليها طاقم مكون من أطباء نفسانيين، ممرضين متخصصين، وأعوان أمن صحي، مما يسمح بضمان تدخل سريع وفعال. كما تم التطرق إلى طبيعة عملية الفرز (Triage) التي تمكن من تحديد درجة خطورة كل حالة، وتوجيهها إما للإيواء أو لمتابعة في الاستشارات الخارجية.


الاستشارات الخارجية: تتبع علاجي منتظم


ما يلفت الانتباه في هذا القسم هو التنظيم الدقيق لمواعيد المتابعة، والتنسيق المستمر بين الطبيب المعالج والمريض وعائلته، مع الحرص على دعم العلاج الدوائي بجلسات نفسية حسب الحاجة، وتقديم التوجيه النفسي والاجتماعي.


ملاحظات أولية وانطباعات


شكل هذا اليوم الأول مناسبة لفهم الأبعاد الواقعية لممارسة الطب النفسي داخل مؤسسة عمومية، حيث يختلط الجانب السريري بالبعد الإنساني، وتبرز كل حالة إنسانية تعاني من الألم النفسي الحاجة إلى التعاطف والعناية الدقيقة. كما لاحظ المتدربون أهمية العمل الجماعي بين مختلف المتدخلين في ضمان جودة الرعاية المقدمة.


في الختام، يعد اليوم الأول من التدريب بمستشفى الرازي مدخلا حيويا لفهم دينامية العمل في مصلحة المستعجلات النفسية والاستشارات الخارجية، كما يعكس التحديات والرهانات المطروحة أمام العاملين في مجال الصحة النفسية. ومع توالي الأيام، ينتظر أن تتعمق هذه التجربة، لتسهم في تكوين جيل جديد من الممارسين القادرين على المزج بين المعرفة الأكاديمية والمهارة التطبيقية، في خدمة الإنسان وصحته النفسية.