عداء النظام الجزائري للمغرب بقلم مصطفى توفيق

 




منذ استقلال الجزائر و النظام العسكري يدعم ويؤازر جبهة البوليساريو الانفصالية سياسيا و عسكريا و اقتصاديا، و النتيجة أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، فهذه حقيقة تاريخية لا يمكن بأي شكل من الأشكال للنظام الجزائري و حلفائه أن يغيرونها.


عندما قال الرئيس الجزائري في حواره مع قناة الجزيرة الذي نشر على قناة اليوتيوب بتاريخ 8 يونيو 2021 ابتداء من الدقيقة 01:15 "ليس لدينا مشكل مع المغرب ويبدو أن المغرب هو الذي لديه مشاكل معنا...يتفضل لنجلس على الطاولة "، و بمناسبة عيد العرش المجيد خصص جلالة الملك محمد السادس حيزا كبيرا من خطابه السامي للعلاقات المغربية الجزائرية حيث قال بالحرف الواحد:


"وإيمانا بهذا التوجه، فإننا نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار.


ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، و غير مقبول من طرف العديد من الدول.


فقناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين.


لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله.


وقد عبرت عن ذلك صراحة، منذ 2008، و أكدت عليه عدة مرات، في مختلف المناسبات.


خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق.


ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا.


وليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول.


نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا.


أما ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة.


فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات.


وبإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور.


وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا.


لذلك، نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره.


والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد. ذلك أن المغرب والجزائر، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات، والاتجار في البشر. فالعصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك. وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها، وتجفيف منابعها.


ومن جهة أخرى، نتأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية.


لذا، ندعو إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا.


فالمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان.


لذا، أدعو فخامة الرئيس الجزائري، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك".


و أنا أتابع خطاب جلالة الملك محمد السادس، احسست بالفرح الذي لا يمكن وصفه، وانتظرت على أحر من الجمر الرد من النظام الجزائري لتزكية اليد الممدودة وفتح الحدود المغلقة بين الشعبين الشقيقين وتقوية العلاقات المغربية الجزائرية، و يا للأسف كان الرد سلبيا عندما سئل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حواره الصحفي حول الخطاب الملكي السامي بشأن تقوية العلاقات المغربية الجزائرية  الذي نشر على قناة اليوتيوب بتاريخ 8 أغسطس 2021 ابتداء من الدقيقة  0: 28 ، و في هذا الصدد اتضح لي بدون شك ولا ارتياب أن كلام الرئيس الجزائري الذي قال من خلاله ليس لدينا مشكل مع المغرب، أنه كلام فارغ ولا أساس له من الصحة، وما أكد  لي مرة أخرى عداوة النظام الجزائري للمغرب هو عدم الاستجابة على برقية التعزية التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الجمهورية الجزائرية يوم الخميس 12 أغسطس 2021 إثر الحرائق التي اندلعت في الجارة الجزائر،  و رفض النظام الجزائري  للطائرتين المغربيتين "كاندير" للمساعدات المغربية المجانية بشأن إخماد الحرائق التي اندلعت مؤخرا شمال الجزائر، و بناء على أجوبة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وعداء نظامه تجاه المغرب يمكن القول: لا حياة لمن تنادي و عند الإمتحان يعز المرء أو يهان...إنتهى الكلام "