بعد فشلهم في مواجهة الحرائق التي اندلعت شمال الجزائر، لازال الإعلام الرسمي الجزائري متشبث بنشر الأخبار غير الدقيقة التي تتدعي أن الجزائر قوة إقليمية وأن لديه جيش قوي في شمال إفريقيا، حيث نشرت وكالة الأنباء الجزائرية بتاريخ 4 أغسطس 2021 على صفحات مجلة الجيش في افتتاحية عددها لشهر أغسطس مؤكدة أن الجزائر الجديدة "تمضي في الطريق الصحيح نحو بناء الدولة القوية" و أن التفكير في تقسيم الوطن أو التشكيك في وحدة الشعب أو المساس بشبر واحد من التراب الوطني، هو "ضرب من ضروب الخيال والجنون".
و بالرجوع إلى ل 6 من شهر أغسطس 2019 نشرت وكالة الأنباء الجزائرية على صفحات مجلة الجيش بيانا تحت عنوان " العلاقة بين الشعب الجزائري وجيشه ما فتئت تزداد "متانة وصلابة"، و البيان مفاده أن هناك علاقة متينة بين الشعب والمؤسسة العسكرية على أداء المهام المنوطة بها على "أكمل وجه"، و لكن الحقيقة على أرض الواقع تختلف تماما على ما تروج له وكالة الأنباء الجزائرية، و الفيديو الذي نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي لجندي جزائري، الذي يبكي و يستغيث على فقدان زملائه في حرائق الغابات، "يا رب.. إخوتي ماتو.. يا رب ارحمنا"، إنها صرخة استغاثة مؤثرة فُجع من خلالها على وفاة زملائه، فيديو أبكى كل من شاهده.
كيف يمكن للمواطن الجزائري أن يثق اليوم بالنظام العسكري الذي لا يتوفر على طائرات متخصصة في إخماد الحرائق على أنه قوة إقليمية، و هل هنآك فعلا علاقة متينة بين الشعب والمؤسسة العسكرية على أداء المهام المنوطة بها على "أكمل وجه"؟؟ فكيف يمكن للمواطن الجزائري أن يثق بما ينشر على صفحات مجلة الجيش و أن يصدق أن الجزائر تمضي في الطريق الصحيح نحو بناء الدولة القوية؟
و في اعتقادي أن الحرائق التي اندلعت شمال الجزائر أثبتت أن النظام الجزائري غير قادر على تجاوز التحديات الصعبة التي تواجه الجزائر اليوم