معركة اليوتيوب بقلم مصطفى توفيق


إنها المعركة التي لا تنتهي على اليوتيوب، و أعني بذلك أن بعض الفيديوهات التي أصبحت تنشر في هذه الأيام تطرح أكثر من علامات استفهام، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمقاطع فيديو لنساء شبه عاريات يعرضن اجسامهن للمشاهدين للحصول على  أكبر عدد من المشاهدات ربما يفوق مليون مشاهدة و أكثر.


و ما يثير الإستغراب عندما يكشف يوتيوب عن نسبة المشاهدات التي تنتقل إلى مقاطع الفيديو التي تنتهك قواعده، ففي كل دقيقة ، يتم قصف يوتيوب بمقاطع فيديو تتعارض مع إرشاداته العديدة ، سواء كانت مواد إباحية أو مواد محمية بحقوق الطبع والنشر أو تطرفا عنيفا أو معلومات مضللة خطيرة، حيث قامت الشركة بتحسين أنظمة الكمبيوتر ذات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة لمنع تحميل معظم ما يسمى بمقاطع الفيديو المخالفة على الموقع ، لكنها لا تزال تخضع للتدقيق لفشلها في الحد من انتشار المحتوى الخطير، وفي محاولة لإثبات فعاليته في العثور على مقاطع الفيديو المخالفة للقواعد وإزالتها ، كشف موقع يوتيوب عن مقياس جديد، ألا و هو معدل المشاهدة المخالفة، و هي النسبة المئوية لإجمالي المشاهدات على اليوتيوب، التي تأتي من مقاطع الفيديو التي لا تلبي إرشاداتها قبل إزالة مقاطع الفيديو، و لقد سبق لموقع يوتيوب أن أشار إلى مقاطع الفيديو المخالفة التي تمثل 0.16 في المائة إلى 0.18 في المائة من جميع المشاهدات على المنصة في الربع الرابع من عام 2020 أو بعبارة أخرى ، من بين كل 10000 مشاهدة على يوتيوب ، 16 إلى 18 كانت للمحتوى التي انتهكت قواعد يوتيوب وتمت إزالتها في النهاية، و بهذه المناسبة، قالت الشركة إن معدل المشاهدة المخالف قد تحسن عما كان عليه قبل ثلاث سنوات 0.63 في المائة إلى 0.72 في المائة في الربع الرابع من عام 2017.


وقال موقع يوتيوب إنه لم يكشف عن العدد الإجمالي لمشاهدة مقاطع الفيديو المسببة للمشاكل قبل إزالتها، يسلط هذا التردد الضوء على التحديات التي تواجه المنصات ، مثل يوتيوب و فايسبوك ، التي تعتمد على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، و حتى إذا أحرز يوتيوب تقدما في التقاط المحتوى المحظور وإزالته، تكتشف أجهزة الكمبيوتر 94 في المائة من مقاطع الفيديو التي تنطوي على مشاكل قبل مشاهدتها ، كما قالت الشركة، و يظل إجمالي المشاهدات رقمًا لافتا للنظر لأن النظام الأساسي كبير جدا، و أن يوتيوب  قرر الإفصاح عن نسبة مئوية بدلا من الرقم الإجمالي لأنه يساعد في وضع سياق لمدى أهمية المحتوى الإشكالي للنظام الأساسي ككل، حيث يمكنه أن يصدر المقياس ، الذي تتبعه الشركة لسنوات، وتتوقع أن يتقلب بمرور الوقت ، كجزء من تقرير ربع سنوي يوضح كيفية تطبيق إرشاداتها في تقريره الذي  يقدم إجمالي عدد مقاطع الفيديو المرفوضة (83 مليون) والتعليقات (سبعة مليارات) التي أزالها منذ عام 2018


بينما يشير يوتيوب إلى مثل هذه التقارير كشكل من أشكال المساءلة ، فإن البيانات الأساسية تستند إلى أحكام يوتيوب الخاصة بشأن مقاطع الفيديو التي تنتهك إرشاداته، في حال ما إذا وجد يوتيوب عددا أقل من مقاطع الفيديو التي تنتهك، وبالتالي يمكن أن يزيل عددا أقل منها، فقد تنخفض نسبة مشاهدات الفيديو المخالفة، ولا تخضع أي من البيانات لتدقيق مستقل ، على الرغم من أن الشركة لم تستبعد ذلك في المستقبل.