تستعد شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان لتنظيم الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2025-2026، وذلك يوم الجمعة 5 دجنبر 2025، تحت عنوان: "زمن السوسيولوجيا في المغرب: التغيير الاجتماعي والتحول الرقمي، والأدوار الراهنة للباحثين". وسيؤطر هذا الدرس الأستاذ عبد اللطيف كداي، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط.
1. أهمية اختيار الموضوع في سياق مغربي متحول
يأتي هذا الدرس في لحظة يعرف فيها المجتمع المغربي سلسلة من التحولات البنيوية والسريعة؛ تحولات تمس الأسرة، التعليم، الشباب، سوق الشغل، أنماط التواصل، والقيم المجتمعية. ولم يعد التغيير الاجتماعي نتاجا لعوامل اقتصادية أو ديموغرافية فقط، بل صار مرتبطا أساسا بانتشار التكنولوجيا الرقمية وبروز واقع اجتماعي جديد تحكمه البيانات، الذكاء الاصطناعي، وتبدل أشكال التفاعل الإنساني.
2. التحول الرقمي: أفق جديد للسوسيولوجيا
سيسلط الدكتور كداي الضوء على التحول الرقمي باعتباره أحد أهم المحركات الأساسية للتغير الاجتماعي في المغرب. فالمجتمع اليوم يشهد:
إعادة تشكيل الهوية الفردية والجماعية عبر الفضاء الرقمي،
بروز أنماط جديدة للتواصل ونشر المعلومات،
تأثيرات عميقة على التعليم، التشغيل، وتنظيم الحياة اليومية.
وهذه التحولات تفرض على الباحث السوسيولوجي إعادة النظر في أدواته النظرية والمنهجية، والاقتراب أكثر من الظواهر الرقمية بوصفها جزءا من الواقع الاجتماعي نفسه.
3. أدوار الباحثين في مواجهة تحولات العصر
يشدد موضوع الدرس على أن الباحثين في علم الاجتماع لم يعودوا مجرّد محللين أو مراقبين، بل أصبحوا فاعلين أساسيين في فهم التغيرات، وبلورة السياسات العمومية، وصياغة رؤى اجتماعية تستجيب للتحولات. وتشمل أدوارهم اليوم:
تقديم دراسات دقيقة حول التحولات الرقمية وتأثيرها،
تحليل الظواهر الاجتماعية المستجدة،
المساهمة في نقاش عمومي علمي ومسؤول،
تطوير مناهج بحثية تتماشى مع زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
4. ما الذي سيستفيده الطلبة من هذا الدرس؟
يمثل هذا الموعد العلمي فرصة مهمة لطلبة علم الاجتماع للاقتراب من قضايا حديثة ومفصلية، ولمواكبة النقاشات الراهنة حول موقع السوسيولوجيا في المغرب. كما يمنحهم الدرس الافتتاحي مناسبة لإعادة التفكير في مساراتهم البحثية، وفي المهارات والمعارف التي ينبغي تطويرها للاستجابة لرهانات العصر.
5. نحو سوسيولوجيا تواكب مغرب اليوم
إن طرح سؤال “زمن السوسيولوجيا” ليس سؤالا أكاديميا فحسب، بل هو سؤال حول مستقبل المجتمع المغربي نفسه. فالتحولات الكبرى التي يعيشها المغرب تجعل من علم الاجتماع مجالا معرفيا ضروريا لفهم الواقع وتوجيه السياسات العمومية نحو تحسين جودة الحياة، وضمان انسجام اجتماعي يمكنه مواكبة التطور التكنولوجي.
ومن المتوقع أن يشكل هذا الدرس الافتتاحي، الذي ينتظر حضوره عدد كبير من الطلبة والباحثين، فرصة لفتح نقاش علمي واسع حول موقع السوسيولوجيا في مغرب يتغير بسرعة، ودور الباحثين في قراءة هذا التغير واستبصاره.
درس افتتاحي: شعبة علم الاجتماع 👇
