يشهد الموسم الجامعي 2025-2026 حركية استثنائية داخل الجامعات المغربية، بعد أن أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن اعتماد مجموعة جديدة من مسالك الماستر في مختلف التخصصات. خطوة رحب بها الطلبة الباحثون باعتبارها نافذة أمل لمواصلة مسارهم الأكاديمي وتطوير معارفهم العلمية والبحثية.
وقد بلغ عدد المقاعد المخصصة في أغلب هذه التكوينات ما بين 30 و40 مقعدا، وهو رقم يعكس الحرص على ضمان جودة التأطير وتوفير الظروف الملائمة للتكوين المتخصص. ورغم محدودية العدد مقارنة بالإقبال الكبير، فقد سادت أجواء من التنافس الشريف والانتقاء الموضوعي، حسب ما صرح به عدد من الأساتذة أعضاء لجان الانتقاء.
يقول أحد الأساتذة المشرفين على عملية الانتقاء:
"الاختيار تم بناء على معايير دقيقة تراعي الكفاءة العلمية والتميز الأكاديمي، دون أي تمييز بين الطلبة القادمين من داخل الكلية أو خارجها. الهدف هو إعطاء الفرصة للأجدر، مهما كان مساره الجامعي."
من جهتهم، عبّر العديد من الطلبة عن سعادتهم بحصولهم على فرصة متابعة دراستهم العليا بعد سنوات من الاجتهاد والتكوين في سلك الإجازة. تقول طالبة تم قبولها في امتحان الكتابي في أحد مسالك الماستر المتخصصة في علم النفس:
"لحظة إعلان النتائج كانت مميزة جدا. هذا القبول ليس مجرد نجاح شخصي، بل تأكيد على أن الجدية والاجتهاد لا يضيعان، وأن الانتقاء كان فعلاً شفافا."
ويعتبر كثير من الطلبة أن هذه الماسترات الجديدة تمثل فرصة حقيقية لتأهيل النخب الجامعية، خاصة في ظل توجه الوزارة نحو ملاءمة التكوين مع حاجيات المجتمع وسوق الشغل. كما يرون أن الانفتاح على مجالات بحثية جديدة يعزز مكانة الجامعة المغربية كفضاء لإنتاج المعرفة والابتكار.
من جانبه، أشار أستاذ باحث إلى أن هذه المرحلة تمثل تحولا نوعيا في الرؤية الأكاديمية، قائلا:
"الجامعة المغربية تشهد اليوم دينامية علمية واضحة. فتح مسالك ماستر معتمدة ومحددة المقاعد هو جزء من إصلاح شامل يهدف إلى رفع جودة التعليم العالي وضمان تكافؤ الفرص بين الطلبة."
وفي ختام هذا الموسم الحافل، يبقى الأكيد أن طموح الطلبة لمواصلة دراستهم العليا لم يعد مجرد رغبة شخصية، بل أصبح مشروعا جماعيا يعكس وعي الجيل الجامعي الجديد بأهمية التكوين العلمي والبحث الرصين في بناء مستقبل مهني ومعرفي متين.
13 نونبر 2025
