نهاية زمن المباريات الكتابية والشفوية.. اعتماد الانتقاء وحده لولوج الماستر بالمغرب بقلم المصطفى توفيق

 

في خطوة وصفت بالجذرية، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عزالدين ميداوي، عن إلغاء المباريات الكتابية والشفوية لولوج تكوينات سلك الماستر، واعتماد الانتقاء عبر دراسة الملفات باعتباره المسطرة الرسمية الجديدة للقبول.


القرار صدر في الجريدة الرسمية عدد 7430 بتاريخ 14 غشت 2025، بموجب المرسوم الوزاري رقم 1891.25 المؤرخ في 25 يوليوز 2025، القاضي بالمصادقة على دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الماستر. ويدخل حيز التنفيذ مع بداية الموسم الجامعي 2024-2025.


لجنة خاصة لتولي الانتقاء


ينص القرار على تشكيل لجنة للانتقاء تضم رئيس المؤسسة الجامعية أو من ينوب عنه، إلى جانب رئيس الشعبة المعنية ومنسق المسلك، مع إمكانية إشراك أعضاء إضافيين. وتلزم اللجنة بإعداد محضر رسمي يتضمن لائحة المقبولين ولوائح الانتظار، يوقع من طرف جميع الأعضاء ويوجه إلى رئاسة الجامعة والمؤسسة المعنية لنشر النتائج.


شروط الولوج: انفتاح وتوسيع قاعدة المستفيدين


فتح القرار الجديد باب الماستر أمام الحاصلين على الإجازة الأساسية، المهنية، إجازة التربية، الإجازة في العلوم والتقنيات، إضافة إلى حاملي دبلومات معادلة. كما يتيح الفرصة لحاملي الباشلور في التكنولوجيا والدراسات الأساسية في الطب والصيدلة وطب الأسنان.

كما منح القرار طلبة مراكز التميز أحقية الولوج المباشر للماستر الذي تحتضنه هذه المراكز، دون المرور عبر مسطرة الانتقاء.


هيكلة جديدة لسلك الماستر


حدد القرار أن الماستر هو مسار للتكوين والبحث أو للحياة العملية، يضم وحدات منسجمة من حقول معرفية متقاربة، مع إمكانية إدراج خيارات تكوينية (Options) وفق الحاجة. كما فتح المجال للتكوين الحضوري والتعليم عن بعد أو التناوب.



أما بخصوص الاعتماد، فقد شدد القرار على إعداد ملفات وصفية دقيقة من طرف فرق بيداغوجية متخصصة، مع إمكانية إشراك شركاء من خارج الجامعة. وتتم المصادقة بعد تقييم من الوكالة الوطنية لتقييم وضمان الجودة واستطلاع رأي اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي. مدة الاعتماد حددت في ثلاث سنوات قابلة للتجديد


بحوث التخرج تتحول إلى تداريب ميدانية


من أبرز مستجدات دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد، إلغاء بحوث الإجازة والماستر بصيغتها التقليدية، وتعويضها بتداريب ميدانية مؤطرة بشكل مشترك بين الجامعة والمؤسسات المهنية أو المراكز ذات الصلة. هذا التغيير يهدف إلى تمكين الطلبة من اكتساب خبرة عملية موازية لتكوينهم الأكاديمي، وربط المعارف النظرية بالواقع التطبيقي، في انسجام مع متطلبات سوق الشغل وجودة التكوين


بحسب دفتر الضوابط الجديد، يفترض أن يتضمن الماستر وحدة أو وحدات مخصصة لمشروع نهاية الدراسة أو بحث التخرج في الفصل الأخير من البرنامج، حيث:


ينجز المشروع في مؤسسة من المحيط الاقتصادي أو في وحدة بحث تابعة للجامعة..


نهاية مرحلة وبداية أخرى


بهذا القرار، يكون المغرب قد أنهى حقبة المباريات الكتابية والشفوية، واضعا ملف الانتقاء الأكاديمي في صدارة آليات القبول، في انتظار أن يثبت النظام الجديد قدرته على تحقيق توازن صعب بين توسيع قاعدة المستفيدين وضمان جودة التكوين.