ورشة عمل حول التجديد والإبداع في الأفكار في مجال ريادة الأعمال بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية

 

الدكتورة لطيفة الهدراتي 25 فبراير 2025



نظم نادي ريادة الأعمال، التابع لجامعة الحسن الثاني، ورشة عمل بعنوان "تعرف على كيفية امتلاك أفكار مبتكرة لتنفيذ مشروعك المقاولتي"، وذلك يوم 25 فبراير 2025 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية


أدارت الورشة الدكتورة لطيفة الهدراتي، المنسقة العلمية للنادي، وشارك فيها مجموعة من المقاولين المحترفين الذين تقاسموا تجاربهم مع الطلبة، بهدف توجيههم نحو كيفية التجديد والابتكار في الأفكار لإنجاح مشاريعهم المقاولاتية


أهمية الابتكار والتجديد في ريادة الأعمال


في كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة لطيفة الهدراتي على أهمية هذا النشاط، موضحة أن الابتكار والتجديد يعدان عنصرين أساسيين في نجاح أي مشروع مقاولاتي. كما استعرضت حصيلة أنشطة النادي، التي شملت مواضيع متنوعة تعزز لدى الطلبة مهارات عدة، مثل

:


أخذ المبادرة


ثقافة إعداد المشاريع


إنشاء المقاولة والابتكار


وشددت على أن المقاول الناجح هو من يمتلك أفكارا متميزة لتطوير مشروعه على أرض الواقع، بالإضافة إلى ضرورة امتلاكه ثقافة واسعة في مجالات متعددة، مثل الاقتصاد، السياسة، الاجتماع، والبيئة. كما أشارت إلى أهمية الاستفادة من مصادر متعددة للبحث عن أفكار مبتكرة، مثل الكتب، المجلات، الصحف، والإنترنت، إضافة إلى حضور الفعاليات الثقافية والعلمية ذات الصلة بالمقاولة


كما أكدت أن عملية الإبداع تشمل جميع جوانب المقاولة، مثل

:


اتخاذ القرار


التسويق


تحسين الإنتاج أو الخدمات


تطوير العلاقات مع العملاء والطاقم الإداري


وأوضحت أن استلهام الأفكار من التجارب والنماذج الأجنبية أمر مهم، شرط تجنب التقليد المباشر واحترام الخصوصية الثقافية المحلية. وأكدت أن غياب التجديد في الأفكار قد يؤدي بالمقاولة إلى الإفلاس، خاصة في ظل المنافسة القوية والتطور التكنولوجي المتسارع


أهمية التجديد في مختلف القطاعات


يعد التجديد والابتكار عنصرين أساسيين في مناخ الأعمال، سواء في الدول المتقدمة أو النامية، والمغرب ليس استثناءً من ذلك، حيث يمكن ملاحظة الإبداع في عدة مجالات، منها

:


الصناعة التقليدية: كالزليج، الجبس، الخشب، الخزف، الهندسة المعمارية، الديكور الداخلي، النحاس، الجلد، القفطان، الأحذية، الحلي


الخدمات: كالنقل، الصحة، التكوين، تنظيم الحفلات


الصناعات الحديثة: مثل صناعة السيارات، الشاحنات، الطيران، الفلاحة، الإلكترونيات، والصناعات الكهربائية





كما شددت الدكتورة لطيفة الهدراتي على ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا لتحسين قطاع الخدمات والصناعة


مداخلات المشاركين وتجاربهم العملية


تحدث المقاول إبراهيم بولهرجان عن الصفات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها المقاول لإنجاح مشروعه، ومنها

:


الثقة بالنفس


التواصل الفعال


التخطيط وأخذ المبادرة


الإبداع وروح القيادة


التكوين المستمر


التسيير المالي



وأكد على أهمية التجربة قبل إطلاق أي مشروع، ونصح الطلبة بالقيام بتدريبات داخل المقاولات لتعزيز مهاراتهم العملية


كما شاركت نوال الريفي تجربتها في قطاع المطاعم السريعة بالولايات المتحدة الأمريكية (ولاية أوهايو)، حيث تمكنت من ابتكار وصفة بيتزا جديدة تمزج بين المطبخ المغربي والأمريكي، مما جذب العديد من الزبائن للمطعم الذي كانت تعمل فيه. بفضل هذا الابتكار، حصلت على جائزة أفضل منتج بيتزا في مسابقة محلية


أما سعيد الرزاق، المتخصص في ميدان التكوين، فقد تحدث عن أهمية الاستثمار في هذا القطاع، وعرض تجربته في المقاولة، حيث فشل في بعض المشاريع بسبب نقص المهارات، لكنه طور نفسه حتى وجد طريقه الصحيح. كما نصح الطلبة بضرورة إجراء دراسة جدوى قبل إطلاق أي مشروع، وأكد أن النجاح في المقاولة يتطلب الصبر، الجدية، واللجوء إلى التكنولوجيا


نجاح الورشة وأهميتها للطلبة


حظيت هذه الورشة باهتمام كبير من الحاضرين، خاصة الطلبة من مختلف الشعب والمستويات الدراسية (الإجازة، الماستر، والدكتوراه). وطرح الحاضرون عدة أسئلة وتقاسموا تجاربهم، مما ساهم في إثراء النقاش


وقد كانت الورشة ناجحة ومتميزة، نظرا لأهمية موضوع الابتكار في ريادة الأعمال، والذي أصبح رهانا أساسيا في كل من الدول المتقدمة والنامية. فالمغرب بحاجة ماسة إلى التجديد والابتكار، خاصة مع استضافته العديد من الملتقيات الدولية الثقافية والعلمية، واستعداده لتنظيم الحدث الرياضي العالمي في كرة القدم


ختاما، أكد المشاركون أن ريادة الأعمال لا تقتصر فقط على الحصول على شهادة أكاديمية، بل تتطلب خبرة عملية لا تقل عن سنتين. كما أن الشباب المغربي في حاجة إلى التأطير والتوجيه في مجال ريادة الأعمال، وتشجيعهم على إطلاق مشاريع تستجيب لحاجيات السوق، وتساهم في تعزيز السياحة والاقتصاد الوطني