المغرب والمملكة العربية السعودية: نحو إنشاء نظام صناعي متكامل


اتفق المغرب والسعودية يوم الاثنين على رسم خارطة طريق لإنشاء نظام صناعي متكامل لزيادة فرص الاستثمار وتعزيز التوظيف بين المملكتين.


جاء ذلك خلال لقاء عقد في جدة بين وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف ووزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور الذي يترأس الوفد المغربي إلى منتدى الأعمال المغربي السعودي. .


وبحسب مزور ، اتفق الجانبان على العمل على عدد من القطاعات وعلى رأسها الابتكار ورأس المال البشري والتنافسية المتكاملة بين الأنظمة الصناعية في البلدين لدخول الأسواق ذات القيمة المضافة المزدوجة.


وقال الوزير في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، في إطار سياسته الصناعية ، إن المغرب ملتزم بتنويع منتجاته وصادراته من أجل تعزيز التجارة بين البلدين ، موضحا أن الهدف ليس التنويع في حد ذاته ، ولكن تكامل سلاسل الإنتاج والقيمة الصناعية والتجارية.


وشدد على أن المغرب يهدف إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة التي توفرها المملكة العربية السعودية ، خاصة فيما يتعلق بصادرات السيارات التي شهدت مؤخرا انتعاشا ملحوظا ، وكذلك القطاع الزراعي الذي بدأ يوجه اهتمامه إلى السعودية والخليج. 


وشدد الوزير على أهمية العمل على النظام اللوجستي لإنشاء خط بحري بين البلدين ، داعيا الجانبين إلى العمل معا لتقليل التكلفة الباهظة للنقل البحري.


حث رياض مزور ، في خطابه أمام منتدى الأعمال المغربي السعودي ، أصحاب المصلحة الاقتصاديين في البلدين على تكثيف الجهود من أجل بناء شراكات استراتيجية فعالة ، من خلال استغلال أفضل للتكامل الصناعي بين البلدين والإمكانيات الهائلة المتاحة داخل البلدين في إطار علاقة مربحة للجانبين ، مع مراعاة المصالح المشتركة.


وأعرب المسؤول المغربي عن "دعم الحكومة المغربية الكامل لأهداف هذه الشراكة ، وكذلك الاهتمام الخاص الذي توليه لتطويرها بما يلبي تطلعات الشعبين".


وقال مزور ، الذي استعرض نتائج العلاقات الثنائية ، إن المملكة العربية السعودية هي الشريك الأول للمغرب في الوطن العربي ، مشيرا إلى أن القيمة الإجمالية للتجارة بين البلدين بلغت 17.2 مليار درهم (1.76 مليار دولار) في عام 2021.


وقال مزور إن واردات المغرب بلغت 16.40 مليار درهم (1.68 مليار دولار) عام 2021 فيما بلغت الصادرات 771 مليون درهم (79 مليون دولار) مضيفا أن الاستثمارات السعودية المباشرة في المغرب في قطاعات الصناعة والعقارات والسياحة والزراعة بلغت. إلى 246 مليون درهم (26.6 مليون دولار) عام 2020.


كما عقد مزور اجتماعا جانبيا مع وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي.


وأعرب المسؤول السعودي خلال هذا الاجتماع عن عزم بلاده زيادة عدد العمالة المغربية من 22 ألف إلى ما يقرب من 500 ألف في إطار استراتيجيتها الاستثمارية الجديدة التي تركز على رأس المال البشري.


وأكد القصبي أن المملكة العربية السعودية عازمة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المغرب ، مؤكدا على ضرورة تعزيز الاتصالات بين القطاعين الخاصين في البلدين والعمل يدا بيد من أجل الوصول المشترك إلى الأسواق الناشئة.


كما دعا القصبي إلى زيادة الاستثمارات المغربية والسعودية التي تضخ في البلدين لتقاسم المكاسب والتنمية والازدهار.