حوار مع الشاعر المصري أحمد أبو العمايم (تاريخ الحوار: 2020/3/11)

 


كلنا نعلم أن للشعر كلمات هادفة و معاني دقيقة تؤثر لا محالة عند سماعها لدى المستمعين والقراء على حد سواء، و مما لا شك فيه أن العاطفة و الخيال و الوصف و المدح و الهجاء و الرثاء من أهم العناصر التي يستخدمها الشاعر في قصيدته الشعرية، و بهذه المناسبة نستضيف اليوم الشاعر المصري أحمد أبو العمايم، و حتى يتعرف المشاهد الكريم و القارء المحترم على استاذنا الفاضل، فلا بأس هنا أن نعطي ورقة تعريفية أو نبذة مختصرة عن ضيفنا الكريم:



أحمد أبو العمايم ،من إحدى قرى محافظة الشرقيه (الهوابر) مركز ديرب نجم، ينظم الشعر منذ ثلاثين عاماً، له خمس دواوين شعرية صدر له ديوان مشترك فصحى (قصائد بلون الشفق)من إنتاج مؤسسة قادح زناد الحروف مع مجموعة متميزة من شعراء الفصحى بالوطن العربي (الأستاذة ماجدة اليوسف من العراق والشاعر ياسر بسيوني والشاعر أحمد الأبيض والشاعر عبدالرحمن الحناوي والشاعر جراح بكير والشاعر ناصر منصور الحويطي والشاعر فاروق حمدي )، وله مسرحية شعرية.فصحى بعنوان "الصياد والبلطجية"، وعضو الاتحاد الدولى لأدباء وشعراء الوطن العربي والصداقة بين الشعوب، سجل بالإذاعة المصرية حوار مع د سمير المنياوي، نشر أكثر من خمسين قصيدة في أكثر من موقع إلكتروني والعديد من المجلات العربية والصحف في جميع أنحاء الوطن العربي، تُرجمت له قصائد باللغة الإنجليزية والفرنسية أشهرها قصيدة (أنا)، التي كان لها حوار نقد أدبي بالإذاعة الجزائرية في برنامج حديث الوجدان.



س1/ السلام عليكم استاذي الفاضل أحمد، هل يمكن القول أن الشعر العامي ينافس الشعر الفصيح أم أنه تفوق عليه إن صح التعبير؟



ج1/ أقول لك مع فترة انحدار الشعوب العربية واستعمارها من قبل الدول الغربية كاد المستعمر يعمل على طمس معالم اللغة والدين وعلى تجهيل الشعوب حتى يقتل فيهم روح الوطنية. والعروبة فانتشر الشعر العامي ولكن الشعر كما عرفه الخليل ابن أحمد كلام فصيح موزون، مكفى له معنى ولكن مع تطور الأساليب ظهرت مدرسة الرابطة القلمية ومن رواد تلك المدرسة :جبران وإيليا أبو ماضي ثم ظهرت مدرسة الشعر الحر ومن روادها صلاح عبد الصبور ونزار وفاروق جويدة، وأنا مع تلك المدارس دون إفراط أو تفريط  إفراط في التمسك بالقوالب الجامدة وعدم التفريط في قواعد اللغة وجمالها 



س2/ نلاحظ اليوم أن بعض المكتبات العامة تفتقر إلى الشعر الفصيح فهل معنى هذا أن الفصحى فقدت شعرائها؟



ج2/ سيظل الشعر الفصيح موجود فهو الأصالة والعراقة ولكن لابد من التجديد واستخدام مفردات جديدة تساير العصر، باللغة العربية لغة حية وليست جامدة



س3/ كلنا نعلم أن الشعر عند العرب يعبر عن تاريخهم وثقافتهم من خلال استخدام الوزن و القافية المناسبة لابياتهم، فهل الشعراء اليوم لازالوا متشبثين بهذه  القواعد الشعرية أم أصبحوا يستخدمون معاني لغوية تؤثر فقط على القراء عند سماعها؟



ج3/ الشعر عند قدامى العرب كان يعتمد على المدح والذم وقليل من الغزل، ولكن مع تشابك وانفتاح الثقافات ظهرت ألوان من الشعر السياسي والثقافي والغزلي، فكان لابد من وجود مدارس أخرى تساير هذا العصر وانا معها ولكن دون إخلال بقواعد اللغة وجمالها



س4/ كل من كتب قصيدة أو بيتا شعريا يطلق على نفسه صفة شاعر، هل معنى هذا أن الشعر أصبح متاحا لكل من هب ودب؟ 



ج4/ د/مصطفى، الشعر كلام جميله جميل وقبيحه قبيح والقارئ هو الحكم على ما ينشر على الساحة، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وأما الزبد فينثر هباء، وأذكر مقولة نزار قباني (إن لم تستطع أن تضيف جديداً للشعر فلا تهتك عرض الورقة)، فلابد أن يعيش الشاعر القصيدة ويعبر عما يدور حوله من فرح وحزن وعدل وظلم، ولا تنسى أننا نحارب ثقافياً من العدو الصهيوني بالإعلام الفاسد فقد عمد على تسفيه الأصيل ووضع السفيه في أعلى صوره لطمس معالم اللغة والحضارة 



س5/ قال الشاعر المتنبي:  "أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم"، فما هي قرائتكم لهذا البيت الشعري؟ 



ج5/ هذا البيت يقصد الشاعر أن عليك ألا تنخدع بالمظهر بل يجب أن تدقق فيما تقرأ وتغوص في أعماق الحرف والكلمة



س6/ هل يمكننا القول أننا نعيش حالة ولادة مدرسة شعرية جديدة في ظل العولمة، و كأننا نعيش في عالم متناقض مع الأشخاص؟



ج6/ عليك قراءة بعض قصائدي، فأنا أكتب بمدارس مختلفة على حسب مفردات القصيدة والموضوع، وأرشح لك قصيدة بائع الطبشور وقصيدة أنا وبكاء الرجال وثناء بلقيس والقصيده السياسية الوطنية أنين الأهرام وآخر ما كتبت قصيدة نمرود الزمان التي تصف مدى ضعف العرب واستهانة أحفاد القردة والخنازير بشعوبهم 


…………


د/مصطفى توفيق:


اشكركم استاذي الفاضل أحمد على اجوبتكم الهادفة، و أتمنى لكم المزيد من النجاح و العطاء بما يثري الساحة الثقافية و الشعرية بوجه عام، و لكم مني أجمل تحية وسلام


………….


الشاعر أحمد أبو العمايم: 


شكراً لكم د مصطفى وإلى لقاء أخر