عودة القطب الليبرالي إلى الحكومة بقلم د/ميلود العضراوي

 



تحدثت عن عودة القطب الليبرالي إلى الحكومة، بفهم اقتصادي علمي وغاية الموضوع اعتماد منهجية اقتصادية واضحة لتدبير الشأن العام الوطني بعيدا عن الإثارة السياسية وأن تدبير الحكومة بهذا الفهم يخلصها من انغلاقها الحزبي ويحيلها على انفتاحها الليبرالي(منهج اقتصادي انمائي) لتشتغل بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتنزيل النموذج التنموي.

استحقاق 8 شتنبر 2021 وضع الحزب الليبرالي الأول في المغرب،موضع التجربة والاختبار، هذا الأخير ناشد أكثر من مرة توليه تدبير الشأن الحكومي مدعيا قدرته على "إخراج المغرب من الازمة الاقتصادية" (تصريحات مزوار سنة 2013 ووقوف أخنوش في وجه بنكيران سنة 2016، مقترحا الحزب لقيادة الحكومة)  وها قد وصل الحزب إلى مبتغاه ليقود الحكومة الحالية، فمن الحكمة أن يطوع "المنظومة الليبرالية" المكونة من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الدستوري وحزب الحركة الشعبية كاقطاب للتوجه الليبرالي بصيغته المغربية؛ ليضعوا في الحسبان أولويات المغرب الاقتصادية والتنموية وإشكالاته الاجتماعية ، هناك أحزاب أخرى تدور في فلك "الليبرالية" تحمل شعارات مغايرة تتراوح بين اليساري الهجين و اليساري اليميني، والوسطية المتذبذبة، هذه الفئة الحزبية تخرج دائما لتناصر الاقوى في الانتخابات طمعا في الحقائب الوزارية وعند إخفاقها تهدد بخيار المعارضة في البرلمان.  قدمنا مقترحا في هذا الصدد ووضعنا الخطوط العريضة لهذا المخطط وطالبنا بهذا التكتل القطبي الاقتصادي الذي من وظائفه حاليا تحسيس القطاع الخاص ليتحرك ضمن منظومة استثمارية مواطنة منتجة بإمكانها إنعاش الاقتصاد الوطني المتضرر قبل وبعد أزمة كورونا، والعمل على تجاوز الاحباطات التي تركتها الحكومة السابقة.

أكدنا على أن هذا المقترح استراتيجي تنموي بعيد كل البعد عن الأيديولوجية ولا علاقة له بالجدل السياسي أو الديني ،  مع طرح سؤال الاستغراب كيف أقحم الدين في الموضوع ، لأن "الليبرالية المغربية" فهم استثنائي لقواعد الليبرالية لا يناقش العقيدة مطلقا ويلقى مقصورا على ما هو براغماتي اقتصادي، واي تفسير للفكرة  يتجاوز بعدها الاقتصادي والتنموي هو فهم خاطئ للثقافة والمعرفة الاقتصادية وأن كل من يحاول وضعها في سياق فلسفة التاريخ يخرج عن الموضوع.

لقد قدمنا خطة عمل ميدانية  فإذا بالجهل يحولها إلى طاولة المناقشة والجدال السفسطائي، العيب ليس في من تداول الموضوع عن جهالة ولكن العيب كل العيب في غياب الثقافة الاقتصادية عند الفاعل السياسي وحضور ثقافة التقرب والإقناع والبحث عن اتباع.