من خلال تمثيل هذه المقابلة الإكلينيكية التي أنجزت تحت إشراف الدكتور حافظ الحواز بعد نهايةالعروض المتعلقة بموضوع الاستماع بالقاعة11 بتاريخ 13 مايو 2025، نوجه إليك رسالة إنسانية وعلمية في آن واحد، مفادها أن الشفاء النفسي لا يتحقق فقط من خلال الكلمات أو التحليلات النظرية، بل عبر العلاقة الإنسانية القائمة على الأمان والتعاطف.
نظرية "جون بولبي" حول التعلق تظهر لنا أن الكثير من الاضطرابات النفسية لا تنبع فقط من أحداث صادمة، بل من غياب الاستجابة العاطفية الآمنة في لحظات الطفولة الأولى. وعليه، فإن العلاج النفسي لا يهدف فقط إلى "إزالة الأعراض"، بل إلى إعادة بناء الإحساس بالثقة في العلاقة مع الآخر، بدءا من العلاقة مع المعالج النفسي نفسه.
في هذه الجلسة، رأينا كيف يمكن للتعاطف، والإصغاء دون أحكام، والاحتواء الصامت، أن يفتح للمفحوص أبوابا داخلية مغلقة منذ الطفولة. لحظة يشعر فيها بأنه مرئي، مسموع، ومقبول، يمكن أن تكون أكثر شفاء من مئات النصائح أو التفسيرات.
للقارئ نقول:
ربما لم تنل الأمان الذي تستحقه في الماضي، لكن لا يزال بالإمكان ترميم ما كسر، عبر علاقة علاجية صادقة، حيث يمنح الإنسان فرصة جديدة ليختبر ذاته في حضن إنساني آمن