بيان المجلس الأعلى للأمن الجزائري يتهم المغرب وإسرائيل بشأن الحرائق التي اندلعت شمال الجزائر  بقلم مصطفى توفيق

 


اتهم النظام الجزائري المغرب و إسرائيل بتهمة الحرائق التي اندلعت شمال الجزائر، حيث جاء في بيان المجلس الأعلى الجزائري الذي أشار إلى الأحداث الأليمة الأخيرة التي يقصد من خلالها اندلاع الحرائق شمال الجزائر، حيث جاء في أحد فقرات البيان " ترأس السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، اليوم الأربعاء 18 أوت 2021، اجتماعا استثنائيا للمجلس الأعلى للأمن، خصص لتقييم الوضع العام للبلاد عقب الأحداث الأليمة الأخيرة، والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني ضدّ الجزائر"، و الغريب في البيان أنه لا يتوفر على أي دليل ملموس و يفتقر إلى الحجة الدامغة يعتبر في حد ذاته عدواني تجاه المغرب و اسرائيل.


البيان استعمل كلمة الكيان الصهيوني بدل إسرائيل في إشارة إلى عداء النظام العسكري الجزائري لإسرائيل ورفض الإقرار بوجودها.


إن كاتب هذا البيان العدائي الذي وجه من خلاله التهم الباطلة ضد المغرب وإسرائيل بشأن الحرائق تجاهل اندلاع الحرائق حول العالم من سيبيريا شرقا إلى بوليفيا غربا و من تونس و الجزائر إلى المغرب حرائق تلف الأرض من شرقها إلى غربها، و أن مناطق كثيرة من العالم ، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية وأفريقيا والخليج العربي التي كافحت مع الحرائق المدمرة، و لم يطلع على تجاوز عدد الحرائق في عام 2021 حتى الآن متوسطات العام السابق بأكمله في العديد من البلدان، و المؤسف أن كاتب البيان لم يطلع على الحرائق التي ضربت العديد من المناطق من الولايات المتحدة إلى روسيا ، ومن أمريكا الجنوبية إلى أمريكا الشمالية ، ووسط وجنوب إفريقيا ، وكذلك الخليج العربي ، مع العديد من دول الاتحاد الأوروبي ، بما في ذلك إيطاليا واليونان ورومانيا.


و البيان لم ينتبه بأنه لم يسبق لأي دولة في العالم أن اتهمت دولة أخرى بتهمة اندلاع الحرائق التي تعد من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، وحرائق البراري، والأعاصير، والزلازل، والبراكين، والعواصف الشتوية، التي تحدث بلا سابق إنذار، و تسبب خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات و ما شابه ذلك، أما وصف إسرائيل بالكيان الصهيوني كما جاء في البيان يتجاهل العلاقات الجزائرية الإسرائيلية التي تحدث عنها محمد تامالت في كتابه "العلاقات الجزائرية الإسرائيلية" خصوصا في الفصل الرابع والأخير من الكتاب تحت عنوان «المسكوت عنه في الاتصالات الجزائرية ـ الاسرائيلية» حيث قال مؤلف الكتاب في آخر تعليق له حول الكتاب: “يطلب مني الكثير بشكل متكرر كتابي “العلاقات الجزائرية الإسرائيلية” و كان آخر هؤلاء ابن سعيد السبع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر أيام بومدين.


و في اعتقادي أن الاتهامات الباطلة التي جاءت في بيان المجلس الأعلى للأمن الجزائري ضد المغرب و إسرائيل ستجعل أيام النظام الجزائري معدودة...إنها فقط مسألة وقت