في ظل الانتشار السريع للمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المؤسسات الأكاديمية مطالبة بالتفاعل السريع والشفاف مع ما ينشر حولها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بسمعتها ومصداقيتها أمام الرأي العام. وفي هذا السياق، أصدرت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان – التابعة لجامعة عبد المالك السعدي – بيانا توضيحيا بتاريخ 7 نونبر 2025، ردا على ما تم تداوله في بعض الصفحات حول ادعاء ضياع شهادة البكالوريا لإحدى الطالبات. وقد جاء البيان ليضع حدا لهذه الادعاءات ويوضح الحقائق للرأي العام.
أكد البيان التوضيحي أن ما تم ترويجه في بعض منصات التواصل لا يمت للحقيقة بصلة، موضحا أن الكلية لا تحتفظ بشهادات البكالوريا الخاصة بالطلبة، باعتبارها وثائق وطنية رسمية تسلم فقط عند الضرورة الإدارية أو بعد استكمال المسار الجامعي وفقا للمقتضيات المعمول بها في المؤسسات الجامعية المغربية.
كما شددت إدارة الكلية على أن أرشيف المؤسسة منظم ومحفوظ بعناية، وأنها لم تفقد في أي وقت وثائق تتعلق بالطلبة المسجلين في السنوات الجامعية السابقة، الأمر الذي يعزز مصداقية العمل الإداري داخل المؤسسة.
ولم يقتصر البيان على نفي الادعاءات فحسب، بل وجّه أيضا رسالة واضحة إلى الرأي العام تحث على تحري الدقة والتأكد من المصادر الرسمية قبل نشر أو تداول أي معطيات تمس سمعة المؤسسة أو أطرها الإدارية. كما أكد البيان أن الكلية تحتفظ بحقها القانوني في متابعة كل من يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة، حفاظا على مكانتها الأكاديمية وصورتها أمام المجتمع.
يتضح من أسلوب البيان أنه صيغ بلغة رسمية دقيقة تجمع بين الصرامة القانونية والوضوح المؤسسي، مما يعكس نضج الإدارة في التعامل مع القضايا التي تمس مصداقيتها. كما يبرز البيان وعيا متزايدا لدى المؤسسات الجامعية بأهمية التواصل الإداري الاستباقي في مواجهة الشائعات وحماية صورتها في الفضاء الرقمي.
في الختام، إن البيان التوضيحي الصادر عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان يعد نموذجا يحتذى به في الإدارة الجامعية المسؤولة، التي تدرك أهمية الشفافية والمصداقية في الحفاظ على ثقة الطلبة والرأي العام. وقد أبانت الكلية من خلال هذا البيان عن التزامها القانوني والمؤسساتي في صون أرشيفها ووثائقها، وعن استعدادها الدائم للتصدي لأي محاولة لتشويه صورتها.
وفي زمن تتزايد فيه سرعة انتشار الأخبار الزائفة، يبقى التواصل الرسمي والدقيق من أبرز أدوات الدفاع عن الحقيقة وصيانة سمعة المؤسسات الأكاديمية، بما يرسخ قيم الثقة والمسؤولية داخل الفضاء الجامعي المغربي.
المصطفى توفيق
7 نونبر 2025
👇 بيان توضيحي
