مع حلول فصل الصيف، تتحول مدينة مرتيل الواقعة شمال المملكة المغربية إلى واحدة من أكثر الوجهات الساحلية جذبا للمصطافين من داخل المغرب وخارجه. فبفضل موقعها الجغرافي المميز، وشاطئها الممتد على طول الساحل المطل على البحر الأبيض المتوسط، تشهد مرتيل حركة سياحية كثيفة، لا سيما خلال شهري يوليوز وغشت، حيث تتناغم زرقة البحر مع دفء الشمس وصخب الحياة.
يتميز شاطئ مرتيل برماله الذهبية النظيفة ومياهه الهادئة، ما يجعله مثاليا للعائلات والأطفال ومحبي السباحة. كما تتوفر على امتداده فرق الإنقاذ والإغاثة التي تسهر على سلامة المصطافين، بالإضافة إلى المرافق والخدمات الأساسية كالمقاهي، المطاعم، ومواقف السيارات، مما يعزز من راحة الزوار.
ولا تقتصر جاذبية مرتيل في الصيف على البحر فقط، بل تتعداها إلى الأجواء الثقافية والترفيهية التي تحتضنها المدينة. فخلال هذا الفصل، تنظم مجموعة من الأنشطة الفنية والموسيقية والرياضية على الكورنيش وفي الساحات العمومية، كما تشهد المدينة مهرجانات محلية وأسواقا موسمية تضفي على الإقامة نكهة خاصة، حيث يختلط عبق المأكولات البحرية بنكهات المطبخ التطواني الأصيل.
اللافت في صيف مرتيل هو التنوع البشري والثقافي، حيث تتوافد إليها عائلات من مختلف المدن المغربية مثل فاس، مكناس، الدار البيضاء، وحتى من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما يجعل الشاطئ ملتقى للتلاقي والتعارف في جو تسوده الألفة والبهجة
.
كما يعتبر فصل الصيف فرصة اقتصادية مهمة لساكنة المدينة، حيث يزدهر النشاط التجاري، وترتفع وتيرة العمل في قطاعات كالإيواء، النقل، الصناعة التقليدية، والمهن الموسمية، مما يخلق دينامية اجتماعية واقتصادية إيجابية تعود بالنفع على الجميع.
في المجمل، يشكل فصل الصيف في شاطئ مرتيل لحظة استثنائية تختزل جمال الطبيعة، دفء العلاقات الاجتماعية، وغنى الثقافة المغربية المتوسطية، في انتظار أن يتجدد اللقاء مع البحر كل عام، بحنين لا يخفت.