في أجواء من التقدير والاعتراف بالكفاءات الوطنية، شهد مقر عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، يوم الأربعاء 4 يونيو 2025، حفلا تكريميا مميزا بعد نهاية الندوة العلمية تحت عنوان الصحة النفسية التي أطرها الدكتور سعد الدين العثماني، حيث تم خلاله إهداء درع الشبكة الأورو-عربية للصحافة إلى الدكتور سعد الدين العثماني، الطبيب النفسي ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، وذلك تقديرا لإسهاماته المتميزة في مجال الصحة النفسية، سواء من خلال مسيرته العلمية أو من موقعه السياسي.
وقد تم تسليم هذا الدرع الرمزي من طرف رئيس الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال ونائب رئيسة الشبكة الأورو-عربية للصحافة، المصطفى توفيق في احتفالية حضرها عدد من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية، إلى جانب أساتذة وطلبة الكلية، الذين عبروا عن اعتزازهم باستضافة هذا الحدث الرمزي في رحاب الجامعة.
وجاء هذا التكريم في سياق الاعتراف بمسار الدكتور العثماني الذي ظل، طوال عقود، من أبرز المدافعين عن أهمية الصحة النفسية في بناء الفرد والمجتمع، حيث ساهم في نشر الوعي حول الاضطرابات النفسية والعقلية وضرورة إدماج الرعاية النفسية ضمن السياسات الصحية العمومية. كما يحسب له حرصه، أثناء توليه رئاسة الحكومة، على إثارة الانتباه إلى البعد النفسي في التخطيط الاجتماعي، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، التي أظهرت الحاجة الماسة إلى دعم الصحة النفسية لجميع المواطنين.
وفي كلمة له بالمناسبة، عبر الدكتور سعد الدين العثماني عن امتنانه العميق لهذا التكريم، معتبرا أن مثل هذه المبادرات تمثل دافعا للاستمرار في خدمة المجتمع علميا وإنسانيا، كما أكد على ضرورة مواصلة العمل الجماعي لمواجهة التحديات النفسية التي يعيشها الأفراد، خاصة في ظل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة. وأضاف أن الصحة النفسية لم تعد ترفا، بل أصبحت حاجة أساسية في كل مجتمع يسعى إلى الاستقرار والتوازن والتقدم.
من جانبه، أكد المصطفى توفيق، أن تكريم الدكتور العثماني هو اعتراف بمسيرة رجل جمع بين المعرفة الطبية والرؤية السياسية والمسؤولية الاجتماعية، وساهم في فتح آفاق جديدة للنقاش حول أهمية الصحة النفسية في بناء السياسات العمومية، وفي إعادة الاعتبار للبعد الإنساني في العمل السياسي.
واختتم الحفل بتقديم فضيلة الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي باقة من الورود الى الدكتور سعد الدين العثماني وبالتقاط صور تذكارية جماعية، وسط إشادة من الحضور بحسن تنظيم اللقاء وعمق مضمونه.
إن هذا التكريم لا يعد فقط احتفاءً بشخصية وازنة، بل هو أيضا رسالة رمزية قوية مفادها أن العناية بالصحة النفسية مسؤولية مجتمعية مشتركة، تستوجب تضافر جهود المهنيين، الأكاديميين، الإعلاميين، وصناع القرار، من أجل بناء مجتمع متوازن نفسيا، معافى وجاهز لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
وفي جوابه عن تقنين مهنة المعالج النفسي، أكد الدكتور سعد الدين العثماني أن تقنين المهنة ممكن وضروري، لكنه يمر عبر بوابة التنظيم المهني، مشددا على أن غياب إطار قانوني واضح يعود جزئيا إلى غياب جهة مهنية تمثل المعالجين النفسيين وتدافع عن حقوقهم وتطالب بشكل رسمي بالتقنين. وأضاف قائلا:
"المهنة في طريقها إلى التقنين، لكن لا بد من تأسيس جمعية أو منظمة مهنية قوية وواعية، تتحدث باسم المعالجين النفسيين، وتضع تصورا واضحا لمتطلبات وشروط الممارسة".
هذا التصريح لقي تفاعلا إيجابيا من قبل الكاتب والباحث في علم النفس الإكلينيكي والمرضي المصطفى توفيق، الذي عبر عن استعداده التام للعمل على تأسيس منظمة وطنية تعنى بمهنة المعالج النفسي، وتضطلع بمهمة الدفاع عن تقنينها وتنظيمها قانونيا وأخلاقيا، بما ينسجم مع المعايير الدولية ويحمي حقوق المفحوصين والممارسين.
وأكد توفيق أن هذه الخطوة لن تكون مجرد مبادرة شخصية، بل ستبنى على أسس علمية وتشاركية، من خلال إشراك الخبراء، والأكاديميين، والممارسين في القطاع، بغرض بلورة مشروع وطني متكامل يعيد الاعتبار لمهنة المعالج النفسي كجزء أساسي من منظومة الرعاية الصحية النفسية في المغرب.
ويأتي هذا التوجه في وقت يعرف فيه المغرب تطورا ملحوظا في الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية، وهو ما يجعل مطلب تقنين المهنة أكثر إلحاحا، لضمان جودة الخدمات المقدمة والحد من الممارسات العشوائية التي قد تضر بالمجتمع.
إن إشارة الدكتور سعد الدين العثماني إلى هذا الموضوع، واستعداد المصطفى توفيق لتحمل مسؤولية المبادرة، يمثلان نقطة انطلاق مهمة نحو تحقيق هذا الهدف المهني والوطني، بما يخدم مصلحة الصحة النفسية للمواطن المغربي، ويعزز من موقع علم النفس الإكلينيكي والمرضي في الحقل الصحي والمؤسساتي
افتح الرابط في الأسفل للاطلاع على حفل التكريم
https://youtu.be/EGWB26_uR3w?si=2O72oQl3Zi8fQkHi