اليوم الثالث من التدريب الميداني بجمعية "يحيى": "تطبيق تقنية ABLLS-R لتقييم وتأهيل الأطفال التوحديين

 



السبت 3 ماي 2025 شكل محطة مميزة ضمن برنامجي التدريبي الميداني في جمعية "يحيى" لأطفال التوحد، وهي جمعية تعنى بتأطير وتأهيل الأطفال المشخصين باضطرابات طيف التوحد. وقد تمحور هذا اليوم حول متابعة تطبيق أداة ABLLS-R، أي "تقييم المهارات الأساسية في اللغة والتعلم – النسخة المنقحة"، وهي أداة إرشادية معتمدة عالميا في العمل مع الأطفال التوحديين وذوي الاضطرابات النمائية الأخرى.

 

برنامج 

ABLLS-R

 هو منهج تقييم وتوجيه تعليمي، طوّره الدكتور 

James Partington

، ويستخدم لتحديد مستوى أداء الطفل في مجموعة واسعة من المهارات الضرورية للنمو المعرفي والاجتماعي، من بينها:

اللغة التعبيرية والاستقبالية،

المهارات الحركية الدقيقة،

مهارات اللعب،

مهارات العناية الذاتية،

المهارات الأكاديمية المبكرة،

التقليد والانتباه



.


يستهدف هذا التقييم:


الأطفال المشخصين بـ اضطراب طيف التوحد (ASD)،

والأطفال ذوي التأخر النمائي الشامل.


ما الذي ميز هذا اليوم التدريبي؟


1

 تطبيق فردي مباشر مع الأطفال:

شهد اليوم الثالث مشاركتنا كملاحظين في جلسات تقييم دقيقة للأطفال عبر 

ABLLS-R،

، حيث تم فحص استجاباتهم لسلسلة من المهارات وفق خانات محددة، مع تسجيل دقيق لمستوى الأداء في كل فئة.


2

 بناء الخطة التربوية الفردية:

تم استخدام نتائج التقييم لبناء برامج تعليمية فردية تستهدف تقوية الجوانب الضعيفة، مع احترام تدرج الطفل وسرعته الخاصة في التعلم.


3

 استخدام الوسائل المساعدة:

أُرفقت الجلسات بوسائل بصرية ومجسمات وألعاب تعليمية تتناسب مع طبيعة كل مهارة، مما عزز الاستيعاب والتفاعل لدى الأطفال



.


انطباعات وتعلمات شخصية:


لقد أتاح لي هذا اليوم الميداني فرصة ميدانية ثمينة لفهم كيف تطبق أداة علمية مثل 

ABLLS-R

 داخل بيئة واقعية، وسط أطفال يختلفون في مستويات التواصل والانتباه. لاحظت كيف تساعد هذه التقنية المؤطرين على اتخاذ قرارات دقيقة تتعلق بإعداد البرامج السلوكية والتعليمية.


ما شدّني أكثر هو أن هذه الأداة ليست فقط تقنية تقييم، بل هي منهج تربوي متكامل، يسير مع الطفل خطوة بخطوة، ويمنح العاملين معه رؤية واضحة للمهارات التي تحتاج إلى دعم مباشر.


في الختام، انّ العمل بتقنية 

ABLLS-R

 داخل جمعية "يحيى" يعد تجربة تعليمية وإنسانية بامتياز، تعزز إيماننا بأن كل طفل، مهما كانت تحدياته، قادر على التعلم إذا ما وفّرنا له البيئة المناسبة، والخطة الدقيقة، والتقييم الواقعي.


مثل هذه المحطات الميدانية تشكل حجر الأساس لأي باحث في علم النفس يسعى إلى ترجمة المعرفة النظرية إلى ممارسة حقيقية، ذات أثر مباشر على حياة الأطفال وأسره