في تقديمه لكتاب "نافذة على الاضطرابات النفسية والعقلية (قصص من أعماق النفس)" للمؤلف المصطفى توفيق، يسلط الدكتور عبد الرحيم تمحري الضوء على إشكالية هامة تتعلق بعرض الحالات النفسية المضطربة داخل الأوساط الأكاديمية مقابل انتشارها في وسائل الإعلام. كما يشيد بجهود المؤلف في كسر الحاجز الأكاديمي، وتقديم المعرفة النفسية للجمهور بطريقة أكثر وضوحا وانفتاحا
مقتطف من التقديم
:
"إنه دشن بكيفية واضحة هذه الطريقة الكيفية في عرض الحالات المضطربة نفسيا، عوض أن تبقى تلك الطريقة حبيسة رفوف مكتبات الكليات داخل بحوث قدمها أصحابها لنيل شهادتي الماستر والدكتوراه فانتهت بانتهاء حصولهم على الشهادتين. أما المؤلف، فلقد أخرجها إلى العلن، وأشاعها بين الجمهور، وأنا آمل أن يطور هذا المنهج تطويرا، ويجعل المغاربة يعتادون عليه، ويقرؤون الكتب في علم النفس الإكلينيكي وتحليل الشخصية - لا سيما المضطربة منها
...
تحليل ومناقشة
يشير الدكتور تمحري إلى المفارقة بين البحث الأكاديمي والإعلام السمعي، حيث أصبحت المحطات الإذاعية أكثر جرأة في تناول الحالات النفسية، بينما تأخرت الجامعة في هذا المجال. ويعتبر أن هذه الفجوة تمثل "عيبا كبيرا"، لأن الجامعة من المفترض أن تكون في طليعة نشر المعرفة النفسية بطريقة علمية ومنهجية
كما يشير إلى خطورة عزل المعرفة الأكاديمية داخل الأبحاث الجامعية دون أن تصل إلى الجمهور، وهو ما يعزز الحاجة إلى منهج جديد يربط بين البحث العلمي والمجتمع، تماما كما حاول الكاتب المصطفى توفيق تحقيقه في كتابه
إشكالية تواصل المعرفة النفسية مع الجمهور
يطرح هذا النقاش أسئلة جوهرية حول العلاقة بين العلم والإعلام
:
هل يجب أن تبقى المعرفة النفسية حكرا على الباحثين والأكاديميين
؟
كيف يمكن تحقيق التوازن بين الدقة العلمية وسهولة الفهم عند تقديم المعلومات للجمهور
؟
ما دور الإعلام في نشر المعرفة النفسية، وهل يمكن أن يكون شريكا في التوعية بدلا من مجرد تقديم محتوى ترفيهي
؟
من خلال هذا التقديم، يدعو الدكتور تمحري إلى كسر الحواجز بين الجامعة والجمهور، بحيث تصبح الدراسات النفسية أكثر قربا وتأثيرا في المجتمع. تجربة كتاب "نافذة على الاضطرابات النفسية والعقلية (قصص من أعماق النفس)" هي خطوة نحو هذا الاتجاه، ومن الضروري تطوير هذا النهج لتحقيق تواصل أفضل بين الأكاديميين والجمهور العريض
ندعوكم لمشاركة آرائكم حول هذه القضية الهامة
!
كيف يمكن للبحث الأكاديمي أن يكون أكثر ارتباطا بالمجتمع
؟
✍️
ننتظر تعليقاتكم ومناقشاتكم على هذا الموضوع