تأملات حول التأثير العميق للصدمات النفسية والقدرة البشرية على الصمود بقلم مصطفى توفيق - طالب باحث في علم النفس

 

مصدر غلاف الكتاب (غوغل




مرحبا بالجميع


اليوم، أود أن أشارككم بعض انطباعاتي حول الصدمات النفسية التي أشار إليها فرويد في كتابه "خمس محاضرات في التحليل النفسي"



تبدو لي الصدمات النفسية تجارب ذات عمق وتعقيد استثنائيين. ما يثير إعجابي بشدة هو الطريقة التي يمكن أن تشكل بها هذه الصدمات حياة الفرد، وغالبا بطريقة غير مرئية، تاركة وراءها ندوبا نفسية تؤثر على أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا حتى بعد مرور الحدث الصادم



ما يلفت انتباهي بشكل خاص هو أن هذه الصدمات لا تظهر دائما على الفور. يمكن أن تظل كامنة، مدفونة في اللاوعي، ولا تبرز إلا في وقت لاحق في شكل اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو حتى الفوبيا. تبدو لي قدرة العقل على كبت هذه التجارب لحماية نفسه، بينما يستمر في التأثر بها على نحو غير واع، أمرا مثيرا للاهتمام ومرعبا في الوقت نفسه



ما يثير مشاعري أيضا هو كيفية تعامل المجتمع مع الصدمات النفسية، حيث غالبا ما يتم وصمها أو التقليل من شأنها، في حين يمكن أن تكون هذه الصدمات مدمرة مثل الجروح الجسدية. المعاناة النفسية قد تكون غير مرئية، مما يجعل تأثيرها أكثر صعوبة في الفهم والعلاج



في النهاية، تدفعني الصدمات النفسية إلى التفكير في قدرة الإنسان على الصمود والقدرة العقلية على الشفاء. على الرغم من أن هذه التجارب تكون مؤلمة و مزعزعة للاستقرار، إلا أنني أعتقد أنه مع الدعم المناسب، وخاصة من خلال العلاج النفسي، يمكن التغلب على هذه المحن. هذا يعزز لدي فكرة أن الاعتراف بالصدمات النفسية وفهمها أمران ضروريان لتمكين الأفراد من إعادة بناء حياتهم والعيش بسعادة رغم جراحهم الداخلي