فيلم "جبل موسى" لإدريس المريني...رحلة في عمق الهوية والاكتشاف بقلم مصطفى توفيق طالب باحث في علم النفس


 



يعد فيلم "جبل موسى" من إخراج المخرج المغربي إدريس المريني عملا سينمائيا مميزا يأخذ المشاهد في رحلة مثيرة عبر البلاد، تمزج بين جمال الطبيعة وعمق الروح البشرية. يتناول الفيلم قصة شاب يتخلى عن حياته اليومية كبائع متجول ليبدأ رحلة بحث ملحمية عن والده المفقود، وخلال هذه الرحلة، يكتشف الشاب ليس فقط حقيقة والده، بل يكتشف أيضا هويته الحقيقية ومكانته في المجتمع والعالم.


في طريقه إلى جبل موسى، يواجه الشاب العديد من التحديات والصعوبات التي تفتح أمامه أبوابا جديدة من التفكير والتعبير عن الذات. يعكس الفيلم بشكل رائع تجربة البحث عن الهوية الشخصية والثقافية، وكيف يمكن للرحلة الخارجية أن تكون عملية داخلية للنمو والتطور.


من اللافت في "جبل موسى" هو استخدام المخرج للمشاهد الطبيعية الخلابة كخلفية للقصة، حيث تعمل هذه المشاهد على إضفاء جو من السحر والجمال على الفيلم، وفي نفس الوقت تعكس تلاحم الإنسان مع الطبيعة وأهمية الحفاظ عليها.


علاوة على ذلك، يقدم "جبل موسى" رسالة قوية حول أهمية العائلة والعلاقات الأسرية، حيث يكشف الفيلم عن تأثير فقدان الأب على حياة الشاب وكيف يتعامل مع هذا الفقدان ويبحث عن هويته من خلال العلاقات الأسرية المتباينة.


بشكل عام، يعتبر فيلم "جبل موسى" عملا فنيا متميزا يجمع بين الجمال البصري والعمق النفسي، ويثير الكثير من الأسئلة حول الهوية والثقافة والتاريخ، مما يجعله تجربة ممتعة ومفكرة للجمهور الذي يتطلع إلى الاستمتاع بأفلام تترك أثراً عميقا في ذاكرتهم.

و بهذه المناسبة، ينظم ماستر دراسات مسرحية برعاية عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية لقاء مع المخرج إدريس المريني مع عرضه لفيلمه جبل موسى (اللقاء الرابع) بتاريخ 7 مارس 2024، ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال بقاعة فاطمة المرنيسي من تنسيق و تأطير د/ أحمد توبة و د/ الحبيب ناصري