ماكس فيرتهايمر
تحدث في الحلقات السابقة عن المدرسة البنائية التي اهتمت بالخبرة الشعورية و تجزئتها إلى عناصر أولية، و المدرسة السلوكية التي اهتمت بدراسة سلوك الكائن الحي الذي يمكن ملاحظته بواسطة الملاحظين، والمدرسة الوظيفية التي اهتمت بدور وظيفة الشعور في تكيف الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها، و في هذا الفيديو سوف اسلط من خلاله الضوء على المدرسة الجشطالتية في علم النفس.
ظهرت المدرسة الجشطلتية في بداية القرن العشرين وبالتحديد سنة 1912، على يد كل من فرتهايمر و كوفكا و كوهلر ردا على المدرسة البنائية و السلوكية، و هي نقيض كل ما هو مثير واستجابة.
و يعد فيرتهايمر هو المؤسس الأول للمدرسة الجشطالتية، و ينظر علماء هذه المدرسة على أساس أن السلوك الإنساني كلي molar ، و غير قابل للتجزئة أو التحليل، و يفهم هذا السلوك إلا من خلال الصيغة الكلية و التي تسمى بـ الشكل الكلي أو الجشطالت.
لقد توصل علماء هذه المدرسة على أن الخاصية الجوهرية في العقل الإنساني هي قدرته على التنظيم الإدراكي و إدراك الأشياء ككليات منظمة، حيث ركزت المدرسة الجشطالتية على عملية الإدراك و القوانين التي تحكم الإدراك، و لا يمكن تجزئة الإدراك لأننا عندما ندرك الشيء، فإننا ندركه ككل متكامل الأجزاء، فعندما نرى سيارة مثلا، نقول أنها سيارة، فلا يمكن أن نجزئها إلى عجلات و مقود و هيكل و آلية التوجيه و الفرامل و المحرك، و لا يمكننا أن ندركها مجزأة.
مبدأ مدرسة الجشطالت يؤكد على أن الكل أكبر من مجموعة أجزائه المكونة له، فهناك قوانين تحكم هذه الأجزاء.
المدرسة الجشطالتية تركز على قوانين الإدراك التي تتلخص في الشكل و الخلفية و مبدأ التشابه و مبدأ التقارب و مبدأ الإغلاق و مبدأ التشارك بالاتجاه، و بهذا اكون قد اكتفيت بهذا الموجز الملخص للمدرسة الجشطالتية و لكم مني أطيب المنى و اجمل تحية و سلام.
المراجع:
من أهم مؤلفات ماكس فيرتهايمر:
التفكير الإنتاجي - برودكتيف ثينكينغ