أجرى ستيفان دي ميستورا ، المبعوث الأممي الخاص لنزاع الصحراء ، محادثات مع وزير الخارجية المغربي ، ناصر بوريطة ، خلال زيارته الأولى للمنطقة، كما حضر الاجتماع في القصر الملكي بالرباط ، عمر هلال ، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، ودعا بوريطة خلال الاجتماع إلى "استئناف العملية السياسية" بقيادة الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي، كما دافع عن اقتراح المغرب بالحكم الذاتي للصحراء المغربية.
وبهذه الطريقة يعيد رئيس الدبلوماسية المغربية التأكيد على موقف الرباط من قضية الصحراء، حيث دعا الملك محمد السادس ، في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ، إلى "حل سلمي" ، رغم أنه أكد أن "الصحراء المغربية لن تكون على أجندة أي مفاوضات" ، بحسب ما نقلته القناة الإعلامية الدولية تي في 5 موند.
تدعم المملكة المغربية ، مثل الأمم المتحدة ، عملية المائدة المستديرة بحضور الجهات الأربع المشاركة في الصراع: المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، ودعت الأمم المتحدة ، من جانبها ، الأطراف إلى مواصلة مشاركتهم في المفاوضات "بروح الواقعية والتسوية ، من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على التسوية"، ومع ذلك ، عارضت الجزائر وجبهة البوليساريو استئناف المحادثات بهذه الطريقة بعد تلك التي نظمها في سويسرا مبعوث الأمم المتحدة السابق هورست كولر، ومع ذلك ، تواصل الرباط الإصرار على مشاركة الجزائر في المفاوضات، حيث حذر عمر هلال في غشت من أنه "بدون الجزائر لن يكون هناك حوار".
كما سيزور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية الجزائر وموريتانيا،
و بهدف إيجاد أرضية مشتركة لاستئناف المحادثات ، سيلتقي دي ميستورا مع أطراف النزاع الأخرى خلال زيارته إلى المنطقة، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "المبعوث الشخصي يأمل في سماع آراء جميع أصحاب المصلحة حول كيفية التحرك نحو استئناف بناء للعملية السياسية في الصحراء الغربية".
وسيلتقي الدبلوماسي الإيطالي السويدي ، بعد إقامته في المغرب ، بأعضاء جبهة البوليساريو في تندوف ، حيث سيزور أيضا مخيمات اللاجئين، وسيجري في الجزائر محادثات مع ممثلين عن الحكومة الجزائرية، وأخيراً ، سيسافر إلى موريتانيا ، حيث سيجري محادثات مع الحكومة.
وقرر المبعوث الخاص السفر إلى المنطقة في لحظة حساسة بشكل خاص بين المغرب والجزائر ، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية في غشت الماضي، و لطالما كان هناك نزاع قوي بين البلدين ، حيث أن الجزائر هي الحليف الرئيسي للبوليساريو، ومع ذلك ، كانت الجزائر هي التي قررت قطع العلاقات مع جارتها، وفي هذا السياق ، أقر دوجاريك أن هذه القضية "وضع يحتاج إلى حل"، وقال "هذا ضمن تفويض دي ميستورا"، كما دعا المتحدث الرسمي إلى التقارب بين البلدين، وأضاف أن "الأمور تكون دائما أقل تعقيدا عندما تكون العلاقات الثنائية بين الدول أكثر إيجابية منها سلبية".
تم تعيين دي ميستورا مبعوثًا خاصًا للصحراء في نوفمبر ، بعد استقالة كولر في عام 2019 لأسباب صحية، و نجح الرئيس الألماني السابق في التقريب بين الأطراف المتورطة في جنيف ، لكنه فشل في التقريب بين الأطراف الفاعلة في النزاع من أجل الوصول إلى حل سياسي.
المصدر: atalayar.com
أكتب معنا