إن تراكم عوامل الأزمة التي خلقها النظام الجزائري في منطقة شمال إفريقيا ، وسباق التسلح الذي يشارك فيه ، والمصالح المتناقضة والعدائية إلى حد كبير تثير مخاوف من احتمال نزاع مسلح واسع النطاق في شمال إفريقيا.
إن الحملات الإعلامية التي يتم شنها من طرف النظام الجزائري، والمليئة بالأخبار الكاذبة و بالاتهامات والإهانات ، تدور حول الحاجة إلى تحويل انتباه الجمهور عن المشاكل الداخلية الحقيقية الموجودة داخل الجزائر ، والناجمة عن آثار كوفيد 19 ، والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة و سوء إدارة الاقتصاد الذي يعتمد مائة بالمائة على النفط.
و في اعتقادي أنه من الواضح أن لا المغرب ولا الجزائر يريدان صراعاً شاملاً ، لأنه سيكون له عواقب وخيمة، لكن الحرب الحقيقية هي فقط حرب إعلامية مستمرة لأزيد من 45 عاما حول قضية الصحراء المغربية، و الحقيقة على أرض الواقع أن المغرب حقق انتصارات دبلوماسية و أن أكثر من 20 دولة عربية و إفريقية فتحت قنصليات لها في مدينتي العيون و الداخلة، و اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء المغربية، و إزالة الخط الوهمي الفاصل بين المغرب و أقاليمه الجنوبية على مواقع خرائط غوغل شكل صفعة قوية للنظام الجزائري و السباحين في فلكه، و خلاصة القول أن المغرب مستمر في الانتصارات الدبلوماسية، بينما النظام الجزائري مستمر في الإشاعات والأخبار الكاذبة و الترويج إلى الحرب و الدمار مع العلم أن النظام الجزائري يعلم جيدا أنه غير قادر على خوض أي حرب مع المغرب خصوصا و أن تقرير البنك الدولي يحذر من مستقبل مجهول في الجزائر.
لم تنجح حتى الآن أي وساطة دولية متحالفة مع كلا البلدين الجارين المغرب و الجزائر لضمان السلم و السلام في منطقة شمال إفريقيا بعيدا عن احتمال أي حرب في المنطقة، لكن العاصمتين لا تغلقان أبوابهما أمام الوسطاء، رغم أن الرباط أكثر انفتاحا على الحوار من جارتها الجزائر، فبالرغم من أن الوساطة ستظل متوقفة، فإن المغرب و الجزائر لا يريدون الحرب، ولكن إذا كان لا مفر منها ، فهم يقولون إنهم مستعدون، و بمجرد تشغيل آلية الحرب ، تصبح العودة إلى الوراء صعبة للغاية ، إن لم تكن مستحيلة.
لا توجد أسباب مقنعة للقطع الأحادي الجانب للعلاقات الدبلوماسية الذي أقرته الجزائر العاصمة في 24 غشت، و لم يقدم أي من الحلفاء التقليديين للجزائر ، لا في القارة الأفريقية ولا في العالم العربي ولا على المستوى العالمي ، مثل روسيا أو الصين أو كوبا أو جنوب إفريقيا، دعمهم لهذا الانقسام، حيث يدعو جميع اللاعبين الدوليين الرئيسيين كلا البلدين إلى إيجاد حل سلمي للأزمة ، بما في ذلك حل سياسي عملي ونهائي للوضع في الصحراء المغربية على أساس اقتراح الحكم الذاتي الذي حظي بدعم دولي، لتأكيده على حماية وحدة البلاد، والمساهمة في الازدهار الاقتصادي بالمنطقة والقارة
أكتب معنا