ميلود العضراوي يكتب: مرور سنة على إعادة العلاقات الإسرائيلية المغربية

 



العلاقة بين المغرب وإسرائيل بقيت منذ التسعينيات في شكلها الطبيعي تستمد مشروعيتها من العديد من العناصر الموضوعية القائمة؛ أولها الجالية اليهودية في إسرائيل والمغاربة اليهود الموجودين في المغرب وهم مواطنون مغاربة اسرهم في إسرائيل وعلاقتهم بإسرائيل دائمة ومستمرة ووجودهم في المغرب له انتماء وجذور أنثروبولوجية وتاريخية.


لقد أكد وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته الرباط في الصيف الماضي، أن الكثير من الإسرائيليين ينظرون إلى المغرب "كجزء من طفولتهم وهويتهم لأنهم عاشوا بالمملكة التي يأتونها كأسر وعائلات وليس كسائحين". ويعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أن استئناف العلاقات مع إسرائيل، تمليه الروابط الخاصة التي تجمع اليهود المغاربة في إسرائيل بالمملكة المغربية، وأن هؤلاء حاليا يفوق عددهم مليون يهودي من أصول مغربية.


إذن هناك استمرارية في هذه العلاقة وهناك روابط اجتماعية متينة تفرضها وقد جاءت الظرفية السياسية الدولية لتضعها حيث يجب أن تكون، فالتوقيع على اتفاقية ابراهام ليس بداية لهذه العلاقة بل هو تكميل لمسار العلاقة التي كانت عرفية وأصبحت مفروضة في سياقات دولية معينة. فمنذ ديسمبر 2020 أخذت هذه العلاقة مسارات متعددة منها الدبلوماسي والسياسي ومنها الاقتصادي الصناعي والتجاري وهناك عدد من الاتفاقيات المبرمة في شتى المجالات من بينها الأمن والمياه والفلاحة، والسياحة. إن مرور سنة على إعادة العلاقة بين المغرب وإسرائيل يجعل منها سنة متميزة لكونها شهدت زخما كبيرا على مستوى الزيارات المتبادلة والاتفاقيات الموقعة في عدة مجالات، وقد توجت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإسرائيلي بالتوقيع على اتفاق للتعاون الأمني والاستراتيجي، سيتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية وعسكرية إسرائيلية عالية التكنولوجيا، كما أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين ارتفع بنسبة خمسين في المئة في الأشهر الستة من السنة الجارية كما أكد ذلك وزير الخارجية المغربي.



اكيد ان هناك ما يبرر احياء ذكرى مرور سنة على العلاقات الإسرائيلية المغربية إنها تبعث رسائل غير مشفرة للخصوم أي لمن يهمه الأمر من خارج المغرب وحتى من داخل المغرب؛ من يجادل حتى الساعة في مشروعية إعادة العلاقات وموضوع القضية الفلسطينية التي أجاب عنها تصريح لجلالة الملك مؤخرا يبين فيه ان المغرب حريص على مواصلة الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين قصد إيجاد حل للقضية الفلسطينية وان الموضوع من بين انشغالات جلالته بصفته رئيسا للجنة القدس التي يعتبر المغرب رائدا في ديناميكيتها الدبلوماسية والسياسية والمالية. والحقيقة ان الاشكال الفلسطيني يطرح نفسه في سياق هذه العلاقة مغربيا وعربيا ودوليا وعلينا أن ننظر بعين الواقع الى هذا الاشكال الذي لا يمكن أن تنسيه الاضطرابات الكونية اقتصاديا وصحيا واستراتيجيا. علينا ان نبحث عن كيفية لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن اطاره المرسوم دوليا واعتبارا لمدخلات تاريخية وإنسانية وكما تحدده وتفرضه الظرفيات والمتغيرات الجيوسياسية والاستراتيجية القائمة. ولا شك أن استئناف العلاقات من شأنه أن يصب أيضا في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، وهو الهدف المشترك الذي تصبو إليه الدول العربية الأخرى في إطار الإعلان الثلاثي الذي يعتبر التزاما بتطوير العلاقات المغربية الإسرائيلية، كما تضمن من جهة أخرى التزاما أميركيا بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو الاعتراف الذي أقره الرئيس السابق دونالد ترامب ولا يزال ساريا في عهد الرئيس الحالي جو بايدن والذي يعتبر "المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعية".






أكتب معنا 

Journalistmt@gmail.com