إلى أين يتجه أعداء وحدتنا الترابية؟  بقلم مصطفى توفيق 

 


بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب و توقيع مذكرة تفاهم دفاعية  بين المغرب و إسرائيل و تقوية التعاون الأمني بعد عام على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، أعدت إيزابيل فيرينفيلز رئيسة مكتب الاستخبارات لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في المخابرات الألمانية تقريرا تحت عنوان " لا نريد تركيا جديدة في غرب البحر الأبيض المتوسط "، مستنتجة أن الخطة التي صُرِّفت عليها أموالا كثيرة من أموال دافعي الضرائب بألمانيا باءت بالفشل، وها هي تركيا جديدة في الغرب المتوسطي بدأت في التنامي والبروز”، حيث ورد في تقرير ايزابيل فيرينفيلز بخصوص علاقة المغرب مع إسبانيا " إن حليفنا الإسباني يشتكي كثيرا من الدعم الأمريكي للمغرب خصوصا بعد اتفاقيات أبراهام، كما أنه لاحظنا برودا من واشنطن تجاه مدريد واتضح ذلك بنقل العديد من جنوده من قواعد إسبانية نحو أخرى إيطالية، وهناك براكين خامدة بين مدريد والرباط مرشحة للانفجار ولا يمكن لبرلين سوى أن تكون داعمة وبقوة لمدريد فهناك مشكِل إقليم الصحراء والرباط تعاقِب كل من يقف ضد رغبتها في جعل هذا الإقليم ينتمي بصفة رسمية إلى حدودها الجغرافية”


أعتقد أن إبرام علاقات التعاون و الشراكة بين المغرب و حلفائه، و من بينهم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مسألة طبيعية، و بالتالي سيظل المغرب حر في إختيار شركائه، فلا جدوى لأعداء الوطن من الانتقادات السلبية و المناورات و التقارير التي تكشف عن مخططاتهم العدوانية، التي لا تزيد المغرب إلا الحرص على مواصلة العمل من أجل الدفع قدما بعلاقات التعاون المثمر القائمة بين المغرب و حلفائه، و هذا ما أكد عليه محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية (غير حكومي)، للأناضول عندما قال: إن "المغرب دولة مهمة بالنسبة لإسرائيل، والمهم هو إعادة ضبط العلاقات على محاور استراتيجية، بعدما تطورت الجوانب الاقتصادية، وخاصة السياحة والطيران والاستثمار".


و لقد سبق لجلالة الملك محمد السادس خلال خطاب وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب أن أشار إلى أن المغرب مستهدف من طرف أعداء وحدتنا الترابية : "إن المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون ، في ارتباط قوي بين العرش والشعب"