المدعو عبد الباري عطوان يتطاول على المغرب  بقلم مصطفى توفيق 

 


نشر المدعو عبد الباري عطوان على قناته على اليوتيوب بتاريخ 27 نوفمبر 2021 فيديو استغرق 12:15 دقيقة، ينتقد من خلاله زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب بطريقة هدامة تبتعد كل البعد عن الموضوعية و الحياد ، خصوصا عندما عنون حلقة الفيديو ب "مشاريع كوشنير تتكرس و عودة قوية لصفقة القرن و حرب وشيكة بين الجزائر والمغرب" وقال بالحرف الواحد: "مشهد مرعب بكل معنى الكلمة".


أعتقد أن إبرام علاقات التعاون و الشراكة بين المغرب و حلفائه، و من بينهم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مسألة طبيعية، و بالتالي سيظل المغرب حر في إختيار شركائه، فلا جدوى لأعداء الوطن من الانتقادات السلبية التي لا تزيد المغرب إلا الحرص على مواصلة العمل من أجل الدفع قدما بعلاقات التعاون المثمر القائمة بين المغرب و حلفائه، و هذا ما أكد عليه محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية (غير حكومي)، للأناضول عندما قال: إن "المغرب دولة مهمة بالنسبة لإسرائيل، والمهم هو إعادة ضبط العلاقات على محاور استراتيجية، بعدما تطورت الجوانب الاقتصادية، وخاصة السياحة والطيران والاستثمار".


و بالرجوع إلى المدعو عبد الباري عطوان الذي تطاول على التوقيع على مذكرة تفاهم دفاعية بين المغرب و إسرائيل،  فكان عليه أن يسلط الضوءعلى أعداء وحدتنا الترابية الذين يدعمون جبهة البوليساريو الانفصالية عسكريا و اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا لأكثر من 45 عاما بدلا من التطاول على المغرب و التدخل فيما لا يعنيه.


ليست هذه هي المرة الأولى التي يتطاول فيها على المغرب، ففي كل مناسبة ينتقد المغرب بطريقة سلبية و كأن المغرب أصبح يشكل شوكة في حلقه متناسيا المساعدات الإنسانية  التي قدمها المغرب للشعب الفلسطيني عندما شنت إسرائيل مؤخرا غارات جوية على قطاع غزة التي استمرت 11 يوما من تبادل القصف الجوي، و التي إنتهت فجر يوم الجمعة 21 مايو 2021 بالإعلان عن إتفاق لوقف إطلاق نار متزامن بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.


وفي اعتقادي أن المدعو عبد الباري عطوان  في حاجة إلى مراجعة كتاب "عناصر الصحافة" للكاتبين الأمريكيين "بيل كوفاتش" و "توم رزنستيل" حتى يعي جيدا ما الذي ينبغي أن يعرفه الصحفيون وما الذي ينبغي أن يتوقعه الجمهور، ذلك أن القيم والمعايير المهنية التي يطرحها الكتاب يمكن أن تكون مناسبة له و لقناته على اليوتيوب و لصحيفته الإلكترونية "رأي اليوم" بالإلتزام بالحياد عندما يتعلق الأمر بنقل الخبر أو الحدث