التنافس الاقتصادي السعودي الإماراتي  بقلم مصطفى توفيق 

 السلام عليكم من جديد مشاهدينا الكرام قي كل مكان، و مرحبا بكم في الحلقة الثانية و الثلاثون من برنامج البث المباشر الذي سوف اسلط من خلاله الضوء على التنافس الاقتصادي السعودي الإماراتي





السلام عليكم من جديد مشاهدينا الكرام في كل مكان، و مرحبا بكم في الحلقة الثانية و الثلاثون من برنامج البث المباشر الذي سوف اسلط من خلاله الضوء على التنافس الاقتصادي السعودي الإماراتي


نقرأ في مقال نشر على صفحات "بلومبرغ" بتاريخ 7  يوليو 2021 تحت عنوان "السعودية والإمارات...الانفصال صعب" لكاتبه بوبي غوش، و المقال مفاده أن التحالف الأكثر أهمية في الشرق الأوسط عانى من النزاعات الإقليمية وأزمات الخلافة وضغوط الحرب في الجوار، حيث تخضع الشراكة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الآن للاختبار من خلال تحدٍ وجودي أكبر، ألا وهو الاقتصاد.


إن الدولتين العربيتين الخليجيتين لديهما العديد من المصالح المشتركة ، لا سيما في مجالات الجغرافيا السياسية والأمن، و كلاهما مهددين من قبل إيران ووكلائها ، حيث تربط حكامهم الفعليون ، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ، صداقة شخصية وثيقة، لكن بينما يرسمون مسارات اقتصادية مختلفة لمستقبل ما بعد النفط ، و سيجد السعوديون والإماراتيون أنفسهم في صراع حول المنافسة الإقتصادية، و في بعض الأحيان ، سيكون لخلافاتهم عواقب عالمية، خذ على سبيل المثال ، الخلافات الأخيرة حول حصص إنتاج النفط ، والتي تهدد بتضخم أسعار البنزين في كل مكان، وفي أوقات أخرى ، ستكون تداعيات تنافسهم الاقتصادي محلية في الغالب ، مثل محاولة الرياض المدمرة نفسها لإغراء الشركات متعددة الجنسيات بعيدًا عن دبي وأبو ظبي، ولكن فيما يتعلق بالقضايا ذات الأهمية الإقليمية ، سيجد الجانبان تسوية مؤقتة حتى عندما لا يكونا متفقين تماما، حيث لم يظهر السعوديون أي علامة خارجية على الغضب عندما قلصت الإمارات مشاركتها في حملتهم العسكرية المشتركة في اليمن، ولم يقم الإماراتيون بأي احتجاج رسمي عندما أنهى السعوديون حظرهم على قطر، و في مواجهة تحديات السياسة الخارجية المزدوجة المتمثلة في التهديد الإيراني المتزايد للشرق الأوسط وتقليص الولايات المتحدة في المنطقة ، يعلم حكام المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أنهم لا يستطيعون ترك خلافاتهم تخرج عن السيطرة، ومع ذلك ، كان الجانبان منفتحين بشكل غير عادي في انتقاداتهما لبعضهما البعض في خلافهما الأخير، حيث يدور الخلاف حول حصص الإنتاج في جذوره حول الأولويات الاقتصادية الوطنية. 


تحاول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، أكبر ورابع أكبر منتجين في أوبك على التوالي ، فصل اقتصاداتهما عن اعتمادهما على الهيدروكربونات ، لكنهما في مراحل مختلفة جدا من هذه العملية، فكلا البلدين عرضة للاتجاهات العالمية بعيدا عن الوقود الأحفوري ، ويساوران القلق بشأن استمرار انخفاض الأسعار على المدى الطويل، حيث


يتمتع الإماراتيون بالفعل باقتصاد غير نفطي ، حيث استثمروا لعدة عقود في السياحة والنقل وقطاعات أخرى، و إنهم حريصون على أخذ عائدات النفط عندما يكون الحصول عليها جيدا ، فمن الأفضل الاستثمار في المزيد من التنويع، ولهذه الغاية ، تنفق الإمارات المليارات على البنية التحتية النفطية ، حتى تتمكن من تعظيم الإنتاج وكذلك الإيرادات.


كان السعوديون أبطأ بكثير من الكتل في القطاعات غير النفطية المتنامية لاقتصادهم ، وسوف يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتقليل اعتمادهم على الهيدروكربونات، حيث تعتمد خطط التنويع الخاصة بهم بشكل كبير على استثمارات صندوق الثروة السيادية الوطني ، والذي يحتاج بدوره إلى استقرار أسعار النفط وعائداته، وتعتقد الرياض أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي ترك النفط في الأرض لأطول فترة ممكنة، ولكن كلا الجانبين سيكون على دراية تامة بالعوامل الخارجة عن سيطرتهما، والتي يمكن أن تجعل نزاعهما محل نقاش، لكن التنافس الاقتصادي السعودي الإماراتي في مجالات أخرى سيستمر في التصاعد، و يحتاج خطط التنويع الخاصة بهم إلى استثمارات ومواهب أجنبية ، وكلاهما سلع محدودة، ولا يفيد في أنهم يتطلعون إلى نفس القطاعات ، مثل السياحة والنقل.


و في إنتظار الحلقة الجديدة من برنامج البث المباشر، لكم مني مشاهدينا الكرام أطيب المنى و اجمل تحية و سلام