نهاية السنة الجامعية 2024-2025 وإغلاق أبواب الجامعات المغربية في شهر غشت: محطة للراحة أم فرصة للمراجعة؟

 

مع اقتراب نهاية كل سنة جامعية، يعيش الطلبة المغاربة حالة من الترقب والارتياح الممزوج بالقلق والتساؤل، خاصة حين تبدأ المؤسسات الجامعية في إغلاق أبوابها تدريجيا مع حلول شهر غشت. وتعد هذه الفترة مرحلة انتقالية هامة في المسار الأكاديمي للطلبة، تعلن انتهاء موسم دراسي حافل بالاجتهاد والتحديات، وتفتح المجال لوقفة تأمل واستعداد لما هو قادم.


في معظم الجامعات المغربية، يعد شهر غشت فترة راحة إدارية وأكاديمية، حيث تتوقف الدراسة بشكل رسمي، وتغلق معظم المرافق الجامعية أبوابها، بما في ذلك المكتبات والمصالح الإدارية. ويعود هذا التوقف إلى جملة من الأسباب، أبرزها تنظيم العطل السنوية للأطر الإدارية والتربوية، وإعداد التقارير النهائية والملفات البيداغوجية المرتبطة بالامتحانات والدورات الاستدراكية، فضلا عن التحضير للموسم الجامعي الجديد.



لكن بالنسبة لعدد من الطلبة، لا يمثل شهر غشت مجرد عطلة، بل يشكل فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأوراق، سواء عبر مراجعة بعض المواد الصعبة، أو الإعداد لمباريات الماستر، أو حتى استغلال الوقت في المطالعة والبحث الأكاديمي.


من جهة أخرى، يطرح تساؤل جوهري حول مدى نجاعة هذا التوقف الطويل نسبيا، وتأثيره على استمرارية التحصيل العلمي لدى الطلبة، خاصة في ظل محدودية الوسائل الذاتية للمراجعة خارج الفضاء الجامعي. وهنا تبرز أهمية تعزيز الثقافة البحثية الذاتية، وتوفير موارد رقمية مفتوحة تساعد الطلبة على الاستمرار في التحصيل خارج أسوار الجامعة.



لا شك أن نهاية السنة الجامعية ليست فقط نهاية لمرحلة دراسية، بل هي أيضا بداية لمرحلة جديدة، تختلف من طالب لآخر. فهناك من يستعد لخوض غمار الدراسات العليا، وهناك من يتهيأ للالتحاق بسوق الشغل، وهناك من يقرر إعادة النظر في مساره الأكاديمي. وفي جميع الحالات، فإن هذه المرحلة الانتقالية تتطلب من الطالب الباحث أن يقف وقفة تقييم، وأن يستثمر وقته خلال شهر غشت بشكل إيجابي.


في الختام, إن إغلاق الجامعات المغربية أبوابها في شهر غشت يعد تقليدا إداريا سنويا، لكنه لا ينبغي أن يشكل قطيعة مع التحصيل والمعرفة. بل على العكس، يجب أن ينظر إليه كفرصة للراحة من جهة، وللتخطيط والتطوير الشخصي من جهة أخرى. فبناء المسار الأكاديمي الناجح لا يتوقف عند أبواب الجامعة، بل يمتد إلى كل لحظة يمكن فيها تحويل الفراغ إلى فرصة، والسكون إلى انطلاقة جديدة.