في زمن تتسارع فيه التغيرات المعرفية، وتزداد فيه التحديات الأكاديمية والمهنية، لم يعد الاكتفاء بالمقررات الجامعية والنجاح في الامتحانات كافيا لبناء شخصية علمية ناضجة وقادرة على المنافسة والابتكار. إن الطالب الباحث اليوم مطالب بأن يوسع آفاقه الفكرية، ويغذي تجربته المعرفية من خلال الانخراط في الأنشطة الثقافية والعلمية والمشاركة الفاعلة في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات الوطنية والدولية.
إن هذه الأنشطة لا تعد مجرد إضافات هامشية، بل هي ركيزة أساسية في تكوين الطالب الجامعي وتحقيق نضجه الأكاديمي. فالمشاركة في المؤتمرات العلمية تتيح للباحث فرصة اللقاء مع أساتذة وخبراء وطلبة باحثين من مختلف الجامعات، مما يفتح له آفاقا جديدة للتفكير والتفاعل والحوار. كما أن حضور الندوات والمحاضرات يساهم في تعميق الفهم النظري والارتباط بالإشكالات الراهنة التي تشغل الساحة العلمية والمعرفية.
أما كتابة المقالات والورقات العلمية ونشرها في مجلات علمية محكمة، فهي بمثابة تمرين أكاديمي راق يطور مهارات التحليل والتركيب والبحث الممنهج، ويمنح الطالب الباحث فرصة لعرض أفكاره ومقارباته أمام المجتمع العلمي، مما يعزز مكانته كفاعل أكاديمي شاب له رؤيته ومساهمته الخاصة.
وفي هذا الإطار، يدعو الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال جميع الطلبة الباحثين إلى الانخراط الفعال في أنشطته الثقافية والعلمية والنفسية، إيمانا منه بأن بناء جيل جديد من الطلبة المثقفين والباحثين الجادين يمر عبر بوابة الانفتاح على الفضاءات العلمية والتعبيرية. إنّ الاتحاد يسعى إلى توفير منصات معرفية ملهمة ومساحات للحوار والكتابة والنقاش، وهو يشجع جميع الطلبة، خصوصا في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية، على المشاركة في برامجه والانتفاع من خبرات أساتذته وشركائه.
إن طريق التميز الأكاديمي لا يكون بالحفظ وحده، بل بالفضول العلمي، والانخراط في العمل الثقافي، والقدرة على التعبير، والتفكير النقدي، والمساهمة في إنتاج المعرفة. فليكن شعار الطالب الباحث: أبحث، أكتب، أشارك، أتميز.
بقلم: المصطفى توفيق
رئيس الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال
كاتب وباحث في علم النفس الإكلينيكي والمرضي