يعد سرطان البروستات من أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى الرجال، خاصة بعد سن الخمسين. ورغم انتشاره، غالبا ما يوصف بالمرض الصامت، نظرا لتطوره البطيء في مراحله الأولى وعدم ظهوره بأعراض واضحة إلا في مراحل متقدمة.
سرطان البروستات هو نمو غير طبيعي لخلايا غدة البروستات، وهي غدة صغيرة في الجهاز التناسلي الذكري تقع أسفل المثانة وتنتج السائل المنوي. يبدأ السرطان عادة داخل البروستات، وقد ينتشر لاحقا إلى مناطق أخرى من الجسم كالعظام والعقد اللمفاوية إذا لم يعالج في الوقت المناسب.
تعد عوامل الخطر المرتبطة بسرطان البروستات متعددة، حيث تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في السن، لا سيما بعد سن الخمسين، كما يلعب العامل الوراثي دورا مهما، إذ يسجل خطر أعلى لدى من لديهم تاريخ عائلي مع المرض. ويعتبر النظام الغذائي أيضا من العوامل المؤثرة، إذ إن الإفراط في تناول الدهون الحيوانية، مقابل قلة استهلاك الفواكه والخضروات، قد يرفع من نسبة الإصابة، بالإضافة إلى أن الرجال من أصول إفريقية يعدون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرهم. وتظهر أعراض المرض غالبا في مراحله المتقدمة، وتشمل صعوبة التبول أو ضعف تدفق البول، وظهور دم في البول أو السائل المنوي، إلى جانب آلام في أسفل الظهر أو الحوض، وقد يصل الأمر إلى ضعف في الأداء الجنسي.
الكشف المبكر والعلاج
الكشف المبكر من خلال فحص PSA (مستضد البروستات النوعي) والفحص السريري من قبل الطبيب، يمكن أن ينقذ حياة المريض. في حال التشخيص، تتنوع خيارات العلاج بين:
المراقبة النشطة في حال كان الورم محدودا وبطيء النمو
الجراحة لاستئصال البروستات
العلاج الإشعاعي
العلاج الهرموني
العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة
ابتكار مغربي في مجال الجراحة الروبوتية
في تطور طبي غير مسبوق بالمغرب وإفريقيا، نجح فريق من الأطباء المغاربة في إجراء عملية جراحية لاستئصال البروستات عن بعد بواسطة روبوت جراحي، ربط بين مستشفى في الدار البيضاء وآخر في العيون. هذا الإنجاز، الذي يندرج في إطار الطب الذكي، يعزز من قدرات الطب المغربي في التعامل مع الأمراض المعقدة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويوفر فرصا لعلاج المرضى في المناطق البعيدة دون الحاجة إلى تنقلهم.
في الختام، يبقى سرطان البروستات مرضا يمكن احتواؤه وعلاجه إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب. التوعية، والفحوصات الدورية، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، تمثل مفاتيح أساسية في مواجهة هذا المرض. ومع التقدم الذي يشهده المغرب في الطب الجراحي والروبوتي، تفتح آفاق جديدة للعلاج الآمن والمتطور للمرضى، أينما كانوا.