في مبادرة غير مسبوقة، تستعد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، للإعلان في الأيام القليلة المقبلة عن افتتاح مكتب خاص بالصحة النفسية، وذلك تحت إشراف عمادة الكلية، وبشراكة فاعلة مع الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال، ممثلا في رئيسه مصطفى توفيق، باحث في علم النفس الإكلينيكي والمرضي.
تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى جعل الصحة النفسية أولوية داخل الفضاء الجامعي، من خلال تقديم خدمات الدعم النفسي والتكوين والتثقيف، عبر ورشات تكوينية وندوات علمية ومحاضرات فكرية وثقافية، تؤطرها نخبة من المختصين في المجال.
ويرتقب أن يشكل المكتب نقطة انطلاق لمسار جديد في الجامعة المغربية، حيث سيتم تنظيم أنشطة متخصصة في علم النفس الإكلينيكي والمرضي، مقاربات علاجية، تقنيات الاسترخاء، التأمل واليقظة الذهنية، ودعم الطلبة نفسيا وتربويا، مما يعكس وعيا متقدما بضرورة العناية بالصحة النفسية كرافعة للنجاح الأكاديمي والتوازن الذاتي.
هذه الشراكة بين المؤسسة الأكاديمية والمجتمع المهني، عبر الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال، تمثل نموذجا متقدما لانفتاح الجامعة على محيطها، واهتمامها برفاهية الطلبة النفسية والعقلية، وتؤكد أن تكوين الطالب لا يقتصر فقط على المعرفة، بل يشمل أيضا تأهيله لمواجهة تحديات الحياة الجامعية والمهنية على السواء.
إن هذا المكتب، الذي ينتظر أن يفتتح رسميا خلال الفترة المقبلة، سيكون بمثابة منصة دائمة للتوعية والتأطير النفسي، ومجالا خصبا للتكوين العلمي والتطبيقي في مهن الصحة النفسية، كما سيسهم في خلق حوار دائم بين الطلبة والمختصين، ونشر ثقافة العناية بالنفس داخل الحرم الجامعي.
وبذلك، تعد هذه الخطوة واحدة من أهم المبادرات التي ستحدث فرقا حقيقيا في الحياة الجامعية بالمغرب، وستجعل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل رائدة في مجال الدمج بين التكوين الأكاديمي والدعم النفسي.