لا شك أن دروس التنمية الذاتية عرفت انتشارا متزايدا في الوقت الراهن، إذ أصبح مجموعة من الأفراد يميلون إلى الإقبال عليها بشكل ملفت للنظر، الشيء الذي بدأ يطرح إشكالات بخصوص مدى مشروعيتها العلمية، ويثير في نفس الوقت غموضا إبستمولوجيا متزايدا من حيث دلالتها السيكولوجية والعلمية وعلاقتها بعلم النفس بكل تخصصاته
ومما لا شك فيه أن معظم طلاب علم النفس والمهتمين به عموما يزداد لديهم هذا الغموض أكثر حينما يرون أن كوتشينغ التنمية الذاتية أصبح يتسع نطاقه واهتمامه بشكل ملحوظ، ويقدم دروسه حول كيفية التدرب على تدبير المشكلات والصعوبات المتعلقة بكل مجالات الحياة المجتمعية. والأسئلة المطروحة هنا والتي تعتبر المحور الأساسي للمحاضرة نصوغها كالتالي
:
ما هي علاقة التنمية الذاتية بعلم النفس الأكاديمي في كل معارفه النظرية وأهدافه التطبيقية؟ هل هي علاقة تصادم أم علاقة تكامل؟ وهل دروس التنمية الذاتية هي معرفة عملية تراكمت تاريخيا في سياق التطبيق السيكولوجي وهي بذلك تعتبر من المآلات التربوية والتطبيقية التي كان من الممكن أن تتولد في حقل علم النفس نفسه وينتهي إليها كدروس؟ أم هي على العكس دروس عملية وتجارب وعبر إنسانية متوارثة تمتلك نظاما خبراتيا وإبستيميا من نوع آخر مختلف، يخرج كليا عن المسار التاريخي الإبستمولوجي لعلم النفس الأكاديمي منذ تاريخ ظهوره؟
تلك هي الإشكالات التي سيساهم الدكتور الميلود السعيدي في تسليط الضوء عليها في إطار هذه المحاضرة المفتوحة الثالثة، والتي تتكامل منهجيا مع الإشكالات التي تناولها في المحاضرة الأولى والمحاضرة الثانية السابقتين. وذلك في إطار نقاش علمي مفتوح مع الباحثين والمهتمين والممارسين
مرحبا بكم في هذا اللقاء العلمي المفتوح والجاد يوم السبت 2024/7/13 بقاعة المحاضرات بمقاطعة الصخور السوداء، الدار البيضاء